السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وفي بعض رواياته: ولا يعلمه ملك مقرب، ولا نبي مرسل. وقول أبي هريرة في بعض رواياته: (واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ).
وسؤالي: هل هذه الرواية، وهذه الآية خاصة فقط بأصحاب قيام الليل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية لا تخص قيام الليل، بل هي تعم الأعمال الصالحة، كما يدل له قوله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ..."
وقد اختلف في التجافي المذكور في قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون {السجدة:16}. هل يراد به قيام الليل، أم يراد به غيره من الطاعات؟
قال ابن العربي: قوله تعالى:{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون }. فيها ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: المضاجع جمع مضجع, وهي مواضع النوم. ويحتمل وقت الاضطجاع, ولكنه مجاز، والحقيقة أولى, وذلك كناية عن السهر في طاعة الله تعالى.
المسألة الثانية: إلى أي طاعة الله تتجافى؟ وفيه قولان: أحدهما: ذكر الله . والآخر الصلاة. وكلاهما صحيح, إلا أن أحدهما عام, والآخر خاص.
فإن قلنا: إن ذلك في الصلاة, فأي صلاة هي؟ في ذلك أربعة أقوال, وهي:
المسألة الثالثة: الأول: أنها النفل بين المغرب والعشاء. قاله قتادة.
الثاني: أنها العتمة. قاله أنس، وعطاء.
الثالث: أنها صلاة العتمة، والصبح في جماعة. قاله أبو الدرداء.
الرابع: أنه قيام الليل. قاله مجاهد, والأوزاعي, ومالك. قال ابن وهب: هو قيام الليل بعد النوم, وذلك أثقله على الناس, ومتى كان النوم حينئذ أحب، فالصلاة حينئذ أحب وأولى. اهـ.
والله أعلم.