حكم من يشك في أنه قد قال معلومة دينية خاطئة لأحد أصدقائه

0 1404

السؤال

قلت شيئا لصديق لي منذ فترة كبيرة لكنني لا أتذكر ما قلته، وأشك أن تكون معلومة دينية خاظئة، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بالبعد عن الوسوسة والتوبة الصادقة من جميع الذنوب والإكثار من الاستغفار العام مما علمت وما لم تعلم من الذنوب والدعاء بما رواه مسلم بسنده عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر.... رواه مسلم.
وفي الحديث الآخر: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره. رواه مسلم.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله: الإنسان قد يستحضر ذنوبا فيتوب منها وقد يتوب توبة مطلقة لا يستحضر معها ذنوبه، لكن إذا كانت نيته التوبة العامة فهي تتناول كل ما يراه ذنبا، لأن التوبة العامة تتضمن عزما عاما على فعل المأمور وترك المحظور وكذلك تتضمن ندما عاما على كل محظور... إذا عرف ذلك، فمن تاب توبة عامة كانت مقتضية لغفران الذنوب كلها وإن لم يستحضر أعيان الذنوب، إلا أن يكون بعض الذنوب لو استحضره لم يتب منه لقوة إرادته إياه أو لاعتقاده أنه حسن ليس قبيحا، فما كان لو استحضره لم يتب منه لم يدخل في التوبة بخلاف ما لو كان لو استحضره لتاب منه، فإنه يدخل في عموم التوبة. انتهى.

وقال ابن القيم في مدارج السالكين، حيث يقول: ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه، ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكنا من العلم، فإنه عاص بترك العلم والعمل، فالمعصية في حقه أشد، وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال: أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم ـ فهذا طلب الاستغفار مما يعلمه الله أنه ذنب ولا يعلمه العبد ـ وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في صلاته: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت إلهي، لا إله إلا أنت ـ وفي الحديث الآخر: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، خطأه وعمده، سره وعلانيته، أوله وآخره ـ فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه. اهـ.

واذا كنت تتذكر الشخص الذي تكلمت معه فاحرص على التواصل والتناصح معه والتواصي بالحق والصبر ومدارسة العلوم الشرعية معه لعلكما تصلحان الخطأ المحتمل حصوله، فإذا بذلت جهدك في ذلك وصدقت في توبتك وندمت على ما كان منك فقد أديت ما عليك، فقد قال صاحب المراقي:

من تاب بعد أن تعاطى السببا   * فقد أتى بما عليه وجبا

وإن بقي فساده كمن رجع   * عن بث بدعة عليها يتبع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة