الحكمة من الأكل باليد اليمنى ودخول الحمام بالقدم اليسرى

0 289

السؤال

ما الحكمة من دخول الحمام بالقدم اليسرى؟ وما الحكمة من الأكل باليد اليمنى، علما بأن الشخص قد يكون أشول، أي يتعامل بالشمال؛ لأن الله خلقه أشول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فقاعدة الشرع المستمرة هي تقديم اليمنى لما كان من باب التكريم، وتقديم اليسرى في الضد من ذلك.

  قال ابن رجب في شرح حديث عائشة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله، في طهوره، وترجله، وتنعله: وهو يدل على تقديم اليمنى في الأفعال الشريفة، واليسرى فيما هو بخلاف ذلك. انتهى.

وقال النووي رحمه الله: هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي أن ما كان من باب التكريم والتشريف كلبس الثوب، والسراويل، والخف، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظفار، وقص الشارب، وترجيل الشعر وهو مشطه، ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، وغسل أعضاء الطهارة، والخروج من الخلاء، والأكل، والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود وغير ذلك مما هو في معناه. يستحب التيامن فيه. وأما ما كان بضده كدخول الخلاء، والخروج من المسجد، والامتخاط، والاستنجاء، وخلع الثوب، والسراويل، والخف وما أشبه ذلك. فيستحب التياسر فيه، وذلك كله لكرامة اليمين وشرفها. انتهى.

فإذا علمت حكمة تقديم اليمين في الأكل، واليسار في دخول الخلاء، فالذي ينبغي أن يمرن الإنسان نفسه تلك السنن، ويعودها هذه الآداب تحصيلا لكمال الأجر، وبخاصة الأكل باليمين، فإنه ينبغي أن يجاهد نفسه على فعله؛ فإن الأكل والشرب بالشمال محرم عند كثير من العلماء إلا من ضرورة.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ولهذا كان القول الراجح وجوب الأكل باليمين، ووجوب الشرب باليمين، وأن الأكل بالشمال أو الشرب بالشمال حرام،.... والحرام لا يجوز إلا عند الضرورة، والضرورة مثل أن تكون اليد شلاء، لا يمكن أن يرفعها إلى فيه، أو مكسورة لا يمكن أن يرفعها إلى فيه، فهذه ضرورة، أو تكون متجرحة لا يمكن أن يأكل بها أو يشرب. المهم إذا كان ضرورة؛ فلا بأس باليسار، وإلا فلا يحل للمسلم أن يأكل باليسار، ولا أن يشرب باليسار. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة