صاحب المال المختلط بالحرام لا تحرم معاملته في ماله

0 180

السؤال

والدي يعمل موظفا حكوميا، وموعد عمله من التاسعة صباحا، ولكنه يذهب في العاشرة صباحا، وأعلم أن هذا يعد من التعدي، كما أن جزءا من طعامه به شبهة، وذات يوم خرجت صباحا، ونسيت مفتاح الشقة فرجعت وطرقت الباب، وفتح لي أبي، وكانت الساعة العاشرة إلا ربع، ومن وقتها وأنا حزينة جدا؛ لأنه فتح لي أثناء الوقت الذي كان ينبغي أن يكون في العمل، حتى إنني لا أريد استخدام أي شيء من داخل المنزل، ولا أريد استخدام الكمبيوتر، ولا الملابس، ولا المال الذي كنت أدخره، ولا أريد الأكل، وأشعر أنني دخلت المنزل بطريقة خاطئة، ولا أستطيع إصلاح الأمر، وندمت على أنني طرقت الباب على والدي، وفكرت أنه كان من الممكن أن أحضر النجار في غياب والدي وأجعله يفتح لي الباب، فأنا حزينة من هذا الأمر، ولا أعرف ماذا أفعل كي أصحح هذا الخطأ؟ وأشعر أنه من حقي الاستفادة من كل الأشياء التي تخصني في المنزل، دون أن يكون لدي شعور بالذنب، وكنت أدخر مالا داخل المنزل لشراء سيارة، وأصبحت لا أريد استخدامه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح جدا أن هذا السؤال من قبيل الوسوسة، إذ لا تظهر أية علاقة بين فتح أبيك الباب لك وقت دوامه وبين تحريمك لما ذكرت على نفسك.

وإن كان والدك يتأخر عن الدوام لغير عذر، فلا يوجب ذلك تحريم راتبه كله عليه، بل يحرم عليه مقابل الوقت الذي لم يداوم فيه، فيكون ماله فيه الحلال والحرام، وصاحب المال المختلط بالحرام لا تحرم معاملته في ماله، كما بيناه في الفتوى رقم: 6880.

فلا حرج عليك في الانتفاع بمال أبيك، مع تأخره عن الدوام، وننصحك بالإعراض عن الوساوس، والكف عن الاسترسال معها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة