السؤال
السلام عليكم إذا دخل العباد الجنة هل يعرف الأباء الأبناء؟ وكيفية التعامل بينهم وعن ماذا يتكلمون؟
السلام عليكم إذا دخل العباد الجنة هل يعرف الأباء الأبناء؟ وكيفية التعامل بينهم وعن ماذا يتكلمون؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 7646 أن أهل الجنة يعرف بعضهم بعضا.
وأما سؤال السائل عن كيفية التعامل بين أهل الجنة، وعن ماذا يتكلمون، فإن هذا مما ليس تحته عمل، فننصح الأخ السائل، وجميع الإخوة الداخلين على مركز الفتوى بأن يسألوا عما تحته عمل، وعما ينفع علمه في الدنيا والآخرة.
ومع ذلك، فإننا نورد للسائل حديثا يجد فيه كثيرا مما سأل عنه وهو ما رواه الترمذي وابن ماجه عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، فقال سعيد: افيها سوق؟ قال: نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم من دني على كثبان المسك والكافور وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل
منهم مجلسا.
قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله: وهل نرى ربنا؟ قال: نعم، قال هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم يا فلان بن فلان، أتذكر يوم قلت كذا وكذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول يا رب أفلم تغفر لي؟ فيقول بلى فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرطت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط، ويقول ربنا تبارك وتعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة فيه مالم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الاذان، ولم يخطر على القلوب، فيحمل إلينا
ما اشتهينا ليس يباع فيها ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا. قال فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل إليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا فيتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا".
والله أعلم.