لدي وسواس في الصلاة، فأرفع صوتي أثناء القراءة في المنزل، لكنني أخجل من ذلك في حال وجود شخص في نفس المكان، وقد قرأت أنه تجوز قراءة الفاتحة بتحريك الشفتين واللسان، وسؤالي هو: أثناء محاولتي القراءة بهذه الطريقة لا تخرج كل الحروف من مخارجها مثل حرف الألف في: إياك ـ ولا أستطيع إخراج الهمزة إلا برفع الصوت، وحرف القاف في المستقيم، والمد في الضالين، كلها تحتاج مني رفع الصوت، فالهمزة والقاف من الحلق وأشعر أنني لا أخرجها من مخرجها، وفي الضالين أشعر أن المد يخرج فقط كالهواء.
أفتوني جزاكم الله خيرا.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا ولك العافية وننصحك أولا بعلاج الوسوسة بالإعراض عنها بالكلية وعدم الاسترسال فيها، وقد قال ابن حجر الهيتمي حينما سئل عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان ـ إلى أن قال: وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهوأن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته. انتهى.

وقد بينا خلاف العلماء في إسماع المصلي نفسه وأن الراجح أنه لا يجب عليه إسماع نفسه، فراجعي في ذلك الفتويين رقم: 126532، ورقم: 137581.

وبناء عليه، فلا حرج عليك برفع صوتك بالقرآن عند الحاجة، وإن أمكنك أن تصلي على انفراد في غرفة خاصة فهو أفضل، وإلا فلا حرج في رفع الصوت بحضرة بعض أفراد أسرتك، وليس في هذا ما يستحيى منه.

والله أعلم.