السؤال
أود طرح مشكلة حصلت لي: في أحد الأيام رأيت أستاذا لي كنت أكرهه كثيرا فنظرت إليه بغضب، وقلت في نفسي سأنظر إليه لعلي أصيبه بالعين فأقتله، لأنني كنت في حالة عصيبة، وبعد ذلك شعرت بتأنيب الضمير وقلت: ماذا لو مات حقا خصوصا وأن العين حق، فماذا أفعل لأتوب من هذا خصوصا وأنني مريض بوسواس قهري؟ وهل مصيري هو النار مهما فعلت؟.
وجزاكم الله خيرا ورزقكم الجنة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولك الهداية والعافية من الوسوسة، وانظر في دفع الوساوس الفتويين رقم: 3086، ورقم: 51601.
واعلم أنه لم يتضح لنا من سؤالك أنك أصبت الأستاذ بالعين ونخشى أن تكون في هذا متأثرا بالوسوسة، فالأولى بك صرف الموضوع عن ذهنك، واعلم أن توبة كل تائب نادم مقبولة، كما قال الله: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات {الشورى:25}.
وقال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن عمر.
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وأما تعمد الإصابة بالعين: فلا يجوز، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ.
وهذا الحديث أصل من أصول الشرع.
وقال في شأن العين: علام يقتل أحدكم أخاه . رواه مالك وأحمد، وصححه الأرناؤوط.
وبناء عليه قال بعض العلماء: يمنع الإمام العائن وهو الذي يضر الناس بعينه، من مخالطة الناس ويأمره بلزوم بيته، ويرزقه من بيت المال إن كان فقيرا، فضرره أشد من ضرر آكل الثوم والبصل والمجذوم الذي منعه عمر رضي الله عنه من مخالطة الناس. ذكره النووي وغيره.
كل ذلك لحماية المسلم ودفع الضرر عن المجتمع.
والله أعلم.