السؤال
هل يجوز لي عمل متابعة لزملائي على موقع تويتر، بمن فيهم زميلاتي في الدراسة، بهدف التعرف إلى ما يكتبون، وغير ذلك؟ وإن قمت بعمل متابعة، وظهرن في قائمة المتابعين، ونظر شخص إلى صورهن وهن يضعن صورا محرمة، أو صورهن الشخصية فهل يكون علي إثم أم لا؟
هل يجوز لي عمل متابعة لزملائي على موقع تويتر، بمن فيهم زميلاتي في الدراسة، بهدف التعرف إلى ما يكتبون، وغير ذلك؟ وإن قمت بعمل متابعة، وظهرن في قائمة المتابعين، ونظر شخص إلى صورهن وهن يضعن صورا محرمة، أو صورهن الشخصية فهل يكون علي إثم أم لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل جواز متابعة المشاركات عبر تويتر، ما لم تحتو منكرا من الأقوال، أو الأفكار، أو الصور، أو تدعو إليه.
أما عن الزميلات: فلا شك أن التواصل الشخصي بين الجنسين عبر وسائط التواصل الاجتماعي الشبكية متابعة، وردا، فيه مخاطر ظاهرة؛ لأنه مظنة الفتنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
ولا يباح من هذا التواصل إلا ما كان ملتزما بالضوابط الشرعية للتواصل بين الجنسين: من أمن الفتنة، وانتفاء الشهوة، ووجود حاجة لهذا التواصل، وكونه بقدر هذه الحاجة، وعدم الفحش في الكلام، وعدم وضع النساء صورهن، وعدم النظر إلى وجوههن، وقد عرضنا لجملة من هذه الضوابط في الفتوى رقم: 1759.
وبناء عليه: فإذا كانت متابعة مقالات الزميلات تؤدي إلى التواصل الممنوع، فلا تجوز؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومجرد الزمالة، وفضول متابعة ما يكتبن، لا تسوغ مثل هذا التواصل والمتابعة، إلا إذا قامت حاجة معتبرة، كمتابعة محاضرة، أو مقال علمي، أو جدول دراسي ضمن الضوابط المتقدمة.
وتتأكد حرمة عمل المتابعة والإثم إذا وضعت المرأة صورتها الشخصية، أو صورة محرمة؛ لحرمة النظر إلى وجوه النساء، وإلى الصور المحرمة، ولو بغير شهوة؛ قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون {النور:30}.
قال الغزالي في الإحياء: الخلوة بالأجنبية، والنظر إلى وجهها حرام، سواء خيفت الفتنة أو لم تخف؛ لأنها مظنة الفتنة على الجملة. اهـ.
وقد ذكرنا في فتوى سابقة بضعة توجيهات نافعة لمن يفتح حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، ننصحك بمطالعتها على الرقم: 199691.
والله أعلم.