السؤال
من هو المسؤول بإقامة صلاة الجماعة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإن كنت تعني من الأحق بأن يأمر بإقامة الصلاة؟ فالجواب هو الإمام, فلا تقام الصلاة حتى يأذن الإمام, قال ابن قدامة في المغني: ولا يقيم حتى يأذن له الإمام، فإن بلالا كان يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حديث زياد بن الحارث الصدائي، أنه قال: فجعلت أقول للنبي صلى الله عليه وسلم أقيم أقيم؟ وروى أبو حفص، بإسناده عن علي قال: المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة . اهــ
وإن كنت تعني من يتولى مباشرتها، أي: من الذي يقيمها فالجواب المؤذن, فالأولى أن يتولى إقامة الصلاة من أذن لها، قال في المغني أيضا: وينبغي أن يتولى الإقامة من تولى الأذان، وبهذا قال الشافعي، وقال أبو حنيفة، ومالك: لا فرق بينه وبين غيره; لما روى أبو داود، في حديث عبد الله بن زيد {أنه رأى الأذان في المنام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: ألقه على بلال فألقاه عليه، فأذن بلال، فقال عبد الله: أنا رأيته، وأنا كنت أريده، قال: أقم أنت}، ولأنه يحصل المقصود منه, فأشبه ما لو تولاهما معا، ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زياد بن الحارث الصدائي {إن أخا صداء أذن، ومن أذن فهو يقيم} ولأنهما فعلان من الذكر، يتقدمان الصلاة، فيسن أن يتولاهما واحد، كالخطبتين، وما ذكروه يدل على الجواز، وهذا على الاستحباب. اهـ.
والله تعالى أعلم.