السؤال
هل صحيح أن التحصين يبطل عند الفرح الشديد أو الحزن الشديد؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان مقصودك بالتحصين - كما هو متبادر- هو التحصين بالأذكار وبقراءة القرآن من الشياطين والحسد والسحر وغير ذلك ، فالذي نعلمه أن نصوص السنة قد أطلقت أن من قال كذا وكذا - من الأذكار- كانت له حرزا من الشيطان، ومن ادعى أن الفرح الشديد أو الحزن الشديد يبطله فعليه بالدليل.
ومن أمثلة هذه الأحاديث التي أطلقت التحصن ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
ومنها حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ـ عشر مرات ـ كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله. قال المنذري: رواه الترمذي, واللفظ له، وقال: حديث حسن غريب صحيح, والنسائي وزاد فيه: بيده الخير, وزاد فيه أيضا: وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة مؤمنة. اهـ وحسنه الألباني بطرقه.
ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم . رواه أبو داود وصححه الألباني.
والله أعلم.