السؤال
أوسوس في الكفر والضحك يرافقني فأفعل أشياء دينية مثل أن أدعو أو أفكر أفكارا ـ نعوذ بالله منها ـ فيأتيني ضحك أول الأمر ثم أستاء لما يأتيني من الضحك وأريد البكاء، ثم أكتمه، وبعدها أضحك من جديد، أتعبني هذا الموضوع، فهل يحاسبني ربي أم يعفو عني، علما بأنني لا أتشهد ولا أغتسل، لأنني أحب الله؟ وهل فعلي صحيح؟ وهل يعفى عن الموسوس مثلي في التفكير والتفتيش في مقصده ومتى ضحك ولماذا؟... بدأت برنامج علاج وأفعل أفعالا أعظم من سؤالي هذا، فهل أتركها ولا ألتفت إليها مهما حصل؟ وفي بعض الأحيان يزداد علي ويقول تشهدي واغتسلي فـأقول ربي تعلم أنني لست كغيري ممن كفروا وأذنبوا وأصروا تراني أحبك وأتمنى لقاءك وهمي رضاك ولو علمت أن أفعالي حقا تغضبك لسارعت بالتوبة والندم، ولكنني موسوسة وأنت تعلم يا رب الأفكار والأفعال التي تقول إنني وقعت في الكفر فلن ألتفت إليها وسأعتبرها وسوسة، فإن كنت تعلم إلهي أنني وقعت حقا في الردة فيا رب لا تأخذني إلا وقد يسرت لي توبة ترضى بها عني، فيرتاح بالي وأمضي في أعمالي، فهل فعلي صحيح؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لك العافية وننصحك بالإعراض عن الاسترسال مع الشيطان في التفكير في هذه الوساوس، وثقي أنك لم تقعي في الكفر، فإن التفكير لا يؤاخذ به العبد ما لم يتكلم أو يعمل به، وضحك الموسوس من نفسه لا عبرة به.
وأما التشهد والاستغفار: فهما مشروعان في كل وقت إلا أن الأولى بك هو الإعراض الكلي عما يعرض لك من الوساوس، فعليك بمجاهدة نفسك للتخلص منها جازمة بأنها لا تضرك ولا تؤثر في إيمانك، وامضي في طريق الطاعة والاستقامة فإنك مهما تقربت إلى الله تعالى قربك الله تعالى حتى تذوقي من حلاوة الإيمان وبرد اليقين ما هو السعادة الحقة واللذة التي لا تعدلها لذة في هذه الدنيا، وإذا أتتك تلك الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم وقولي آمنت بالله ورسله، وحاولي أن تصرفي فكرتك لما ينفعك في أمر دينك ودنياك، فكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على صدق إيمانك وصحة يقينك بإذن الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ حين شكوا إليه أمثال هذه الوساوس وأن أحدهم يود أن يخر من السماء ولا يتكلم به: ذاك صريح الإيمان.
وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 144453، 141048، 139839، 139353، 138019.
والله أعلم.