السؤال
قرأت في موقعكم أن النية محلها القلب، لكنني لم أفهم هل هذا يعني أن أقولها في نفسي سرا دون تحريك لساني وشفتي؟ أم يكفي فقط معرفة ما أقوم به؟ فلو كان وقت العصر مثلا وتوجهت للقبلة، فهل هذه نية صلاة العصر؟ أم يجب أن أقول في نفسي: نويت أن أصلي فرض العصر؟ وفي الوضوء والاغتسال هل مجرد فتحي الحنفية أو الدش يعد بمثابة النية؟ وهل تشغيلي للمنبه حتى أستيقظ لتناول السحور يعد نية للصيام؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالنية القصد، جاء في المغني: ومعنى النية القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه، من غير تردد. اهـ.
وجاء في الموسوعة الفقهية: والنية هي: الإرادة الجازمة القاطعة، وليست مطلق إرادة، فيخل بها كل ما ينافي الجزم، من تردد، أو تعليق. اهـ.
فمن قصد فعل شيء فقد نواه، ولا تحتاج إلى عناء كبير، ومعالجة لاستحضارها, ولا تحتاج إلى قولها في النفس، بل هي القصد بذاته، فمن قصد صلاة العصر مثلا، فقام وكبر قاصدا العصر، فقد حصلت له النية - وإن لم يقل في نفسه: (نويت صلاة العصر) ـ وكذا من استعمل الماء قاصدا الوضوء أو الغسل فقد حصلت النية, ولا نرى سؤالك هذا إلا استمرارا لمسلسل الوسوسة التي تعاني منها - نسأل الله أن يهديك -.
والله تعالى أعلم.