السؤال
أنا في كرب شديد وبلاء شديد ـ والحمد لله على كل حال ـ أسألكم الدعاء الخالص لي ولطليقي أن يفرج الله عنا ما نحن فيه ويجمع بيننا في خير، فأحيانا من شدة الكرب والألم وأنا أدعو في السجود صوت نحيبي ودعائي يرتفع بشكل ملحوظ، وغالبا أنا حريصة أن أخفض صوتي وخاصة إن لم أكن وحدي في المنزل، ولكن أحيانا يغلبني القهر ويرتفع نحيبي وصوت دعائي وشكواي لله بشكل رهيب، وأستخدم ألفاظا من خارج الصلاة، فطبعا أشكو لله ما أجد بلغتي وطريقتي، وليس دعاء مسجوعا أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، والسؤال هو: هل هذا يبطل صلاتي؟! وهل هناك فرق بين الفريضة والنافلة؟ لأن الأمر تكرر في الحالتين في الفرائض والنوافل.
جزيتم خيرا كثيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا تبطل الصلاة برفع الصوت بالدعاء في السجود ـ ولو بغير المأثور ـ وقد ذكرنا أقوال الفقهاء أيضا في بطلان الصلاة من عدمها بالبكاء وذلك في الفتوى رقم: 55754.
والذي نراه صوابا هو أن الصلاة لا تبطل برفع الصوت بالبكاء لمن غلبه البكاء ولو كان بكاؤه لغير خشية الله كمن يبكي لمصيبة, قال ابن قدامة في المغني: فأما البكاء والتأوه والأنين الذي ينتظم منه حرفان، فما كان مغلوبا عليه لم يؤثر على ما ذكرنا من قبل، وما كان من غير غلبة، فإن كان لغير خوف الله أفسد الصلاة... اهـ.
وجاء في حاشية النجدي على الروض: وقال شيخ الإسلام: فأما ما يغلب على المصلي عن عطاس وبكاء وتثاؤب فالصحيح عند الجمهور أنه لا يبطل، وهو منصوص أحمد وغيره، لأن هذه أمور معتادة، لا يمكنه دفعها، وذكر الأدلة ثم قال: والقول بأنه يبطل تكليف من الأقوال المحدثة، التي لا أصل لها عن السلف.. اهـ.
وصحح الشيخ ابن عثيمين عدم البطلان بالبكاء لغير خشية الله كمن يبكي حزنا على فقد قريب، فقال: والصحيح: أنه إذا غلبه البكاء حتى انتحب لا تبطل صلاته، لأن هذا بغير اختياره، سواء كان من غير خشية الله كما سبق، أم من خشية الله... اهـ.
ولا فرق في هذا بين الفريضة وغيرها، فالصلاة صحيحة, واجتهدي في عدم رفع صوتك بالبكاء والبعد عما يقول بعض الفقهاء أنه مبطل للصلاة حتى تصلي صلاة غير مختلف فيها, ونوصيك بتقوى الله والصبر والحرص على الأدعية الواردة في الكرب, وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 103409.
والله أعلم.