السؤال
حديث: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ـ أشترك في منتدى للأنساب، وكثيرا ما رأيت التفاخر، واحتقار الآخر، وإن قالوا بأفواههم غير ذلك في مواضع أخرى، وكتبت تساؤلات، وترددت في طرحها، وأخيرا فضلت طرحها على حضراتكم خشية الجرأة على الفتيا، قصدت أن الآل أو الأهل غير الذرية، وإليكم ما كتبت للمنتديات: الإخوة الفضلاء: إن كان في قبيلة معينة فاسد العقيدة مثلا، فهل نتبعه ونتمسك به اتباعا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم ننكر على القبيلة نسبها؟ وماذا يعني التمسك؟ وهل يعني الاقتداء؟ أم الحب؟ وهل يكفي الحب كأن يحب الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعمل بما أنزل عليه؟
أخي الكريم: عندما تسبق اسمك بالسيد فلان، والشريف فلان، ألا ترى معي أنها من قبيل تزكية النفس المنهي عنها، أيها العاقل: هل إن تمسكنا برجل فاسد لن نضل أبدا؟ أم ننكر على قبيلته نسبهم؟ الإجابة:
1ـ إما أن نقول بالتمسك به، وهذا لا يجوز.
2ـ أو نقول بتجنبه، وهذا يناقض الحديث.
3ـ أو ننكر أن يكون من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وبهذا ننسب لهم العصمة، وهذا لا يوافق المنطق.
4ـ أو ننكر نسب قبيلة الرجل من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجود الرجل فيهم، وهذا يقول بالعصمة أيضا.
5ـ أو نطعن في انتساب الرجل لأبيه، وهذا ما لا يليق، وأيضا يقول بالعصمة.
6ـ أو نتعامل مع كل حالة حسب ما يتراءى لنا، وهنا لا مجال للجدال من الأساس.
أخي الكريم: لا يعلم الغيب إلا الله...أتعامل معك بحسن نية، لكن قد تكون منافقا أو أكون؟ أيكون الشريف منافقا؟ ما أكدنا عليه، ووافقنا عليه الكثير، كما أنه يتفق مع المنطق السليم أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة منهم الصالح، ومنهم غير ذلك، والقائل بغير ذلك إنما ينسب لهم العصمة، بل ويبشرهم بالجنة، وهذا ما لا يجوز، وما عنيناه كف البعض عن التفاخر، وكأنما قال الله فيهم: وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ـ قلنا كما فهمنا من أقوال العلماء، ووافقنا عليه العقلاء: إن التمسك بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم القريبين إنما لمعايشتهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذهم عنه، كما قال العلماء في إسلام ويب: ما مدى صحة الحديث الذي يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ـ ولكم مني خالص الشكر.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالحديث رواه الترمذي، والطبراني عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحبة يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب الناس، فسمعته يقول: يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ـ وقد صحح الألباني الحديث بشواهده، ومن ذلك ما رواه مسلم من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله، ورغب فيه... قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.
وعترة الرجل أهل بيته، ورهطه الأدنون.
والله أعلم.
وهل تنكرون وحديث الكساء؟ وما المراد بقوله تعالى: قالوا أتعجبين من أمر الله؟