لا إيمان لمن لا أمانة له

0 447

السؤال

السلام عليكم ورحمة اللهأعمل في محل وقد استأمنني صاحبه عليه ويحصل أن آخذ بعض المال من الخزينة الخاصة بالمحل دون علم صاحبه ما الحكم في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأمانة من الصفات الأساسية في شخصية المسلم، قال تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) [المؤمنون:8].
ولذا نهى الله عن خيانتها وعدم حفظها بقوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) [الأنفال:27].
قال أنس: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" حديث صحيح رواه أحمد في مسنده.
وجاء في حديث أبي هريرة عند مسلم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمانة والرحم تقومان على جنبتي الصراط، فقال: وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جبنبتي الصراط يمينا وشمالا... قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفا.
تقف الأمانة على الصراط فتكبكب في نار جنهم كل من خانها، وأنت أمين على ما تحت يديك، ويجب عليك أن تقوم بحفظ تلك الأمانة، فإذا أخذت مما تحت يديك من المال شيئا دون وجه حق أو فرطت في حفظه، فقد خنت الأمانة، ووجب عليك ضمانه بمثله إن كان مثليا، وبقيمته إن كان مقوما.
فعليك أن ترجع ما أخذت لتبرأ ذمتك أمام الله، ولا يشترط أن تعلم صاحب المحل، بل يكفي أن ترد ما أخذت، وتعزم على التوبة إلى الله، وتكثر من الاستغفار، قال تعالى: (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم) [المائدة:39].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة