هل يجوز طلب الخلع دون سبب

0 362

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد منذ أيام رأيت في التلفاز ندوة عن الخلع في الإسلام وكان من جملة الحاضرين محام وممثل تلفيزيوني وعالم وكان الذي يدير البرنامج ويطرح الأسئلة مذيعة شابة، عندما تكلم المحامي قال في موضوع الخلع لا تسأل المرأة عن السبب أبدا ولكن ترد على الرجل ما أخذته وتتنازل عن الصداق ويفرق القاضي بينهما شاء الزوج أم أبى، وهذا ما أكده العالم المسلم عندما قال قضية الخلع ذكرت في القرآن الكريم في سورةالبقرة الآية: 229 {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون...}أما الممثل فقال إن زوجتي رفعت علي قضية مخالعة بلا علمي فرفضت ولم تقبل علي كرامتي أن أقبل الخلع بل طلقتها وأعطيتها كل ما لها. ثم سألت المذيعة أحد الحاضرين إذا كنت متزوجا وطلبت منك زوجتك الطلاق فهل تطلقها فقال وكان شابا في العشرينيات من عمره أسألها عن السبب فقالت المذيعة من غير سبب يعني يا أخي أنا لم أعد أحبك ولا أريد العيش معك فأجاب الشاب في هذه الحالة لن أقبل فقامت القيامة وخصوصا أن النساء كن يشكلن أكثر من نصف الحاضرين ثم أكد العالم بقوله : مهمتك أنت أن تعرف كيف تجعلها أن لا تطلب الطلاق بأن تثبت لها أنك رجل وأضاف أن الله أعطى حق الطلاق للرجل وقيده بثلاث طلقات وأعطى للمرأة حق الخلع وهو بلا عدد مقيد وبذلك حفظ للمرأة كرامتها وهنا أنوه إلى أن المذيعة ضحكت ولا أقول ابتسمت وقالت وكأنها قد رضيت بآية الخلع دينا وبحرية المرأة المزعومة إلها وبعدم المبالاة بالحجاب وأوامر خالقها إذا أعزائي المشاهدين كما رأيتم فإن الإسلام قد أعطى الحرية للمرأة في طلب الخلع في أي وقت وهي بذلك استعادت كرامتها وشخصيتها التي طالما تجاهلها الرجال .ناهيك يا سيدي عن أحد المشاركين الذي ما فتئ يتكلم عن أننا لم نعد نعيش في عصر سي السيد وهو تعبير مصري عامي استخدمه نجيب محفوظ في كتاباته وأنتم أدرى بهذا الملهم وغيره مني اما سؤالي بعد كل ما عرضته على فضيلتكم فهل صحيح أن الخلع كما صورته هذه الندوة ورقة يحق للمرأة استخدامها متى شاءت وكيف شاءت وهنا أسأل فضيلتكم عن الحديث الآتي:أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة، وقال: المختلعات المنافقات".وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما".فإذا كان هذا الحديث صحيحا ألا يدحض ما جعل تلك المذيعة, التي لا أظن إلا أنها لم تقبل من الإسلام إلا ما فهمته من آية الخلع’ تضحك ملء فيها أتمنى من فضيلتكم بعض التوضيح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالله سبحانه وتعالى قد شرع الزواج ليسكن كل من الزوجين إلى صاحبه، وجعل ركني هذه العلاقة المودة والرحمة، قال سبحانه: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [الروم:21]
فإذا ضعف هذان الركنان، وكان التجاوز من ناحية الزوجة فقد جعل الله سبحانه طرقا لتقويتها، وحلولا لإرجاعها مثل الوعظ والهجر والضرب وبعث الحكمين، فإذا وصلت العلاقة بين الزوجين إلى طريق مسدود، وأعيت كل الحيل، فقد جعل الله المخرج للطرفين بإنهاء هذه العلاقة، أما الرجل فبالطلاق وأما المرأة فبالخلع.
وعليه؛ فإن للمرأة طلب الخلع إذا كان هناك سبب لذلك، وقد تقدمت التفاصيل في الفتاوى التالية: 20199 15736 17586 أما إذا كان من غير سبب فإنه لا يجوز لها ذلك، ولا حق لها فيه، وعليه تدل الأحاديث التي أوردها السائل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة