السؤال
ما مدى صحة قصة ملك ماجبار "مالابار" بالهند (جاكرواني فرماس) عندما شاهد انشقاق القمر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ذهابه إلى النبي بعدها، واعتناقه الإسلام على يدي الرسول، وأنه صحابي، ومات في طريق عودته في ظفار بعمان، وكان اسمه عند العرب سربانك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر الشيخ عبد المجيد الزنداني في كتابه: بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته، الواقعة.
قال: سجل تاريخ الهند اسم ملك من ملوكهم هو: (جاكرواني فرماس) وأنه شاهد حادثة انشقاق القمر، فسجلت إحدى المخطوطات التاريخية الهندية ما يلي: " شاهد ملك ما جبار" مالابار" بالهند (جاكرواني فرماس) انشقاق القمر؛ الذي وقع لمحمد، وعلم عند استفساره عن انشقاق القمر بأن هناك نبوة عن مجيء رسول من جزيرة العرب، وحينها عين ابنه خليفة له، وانطلق لملاقاته، وقد اعتنق الإسلام على يد النبي، وعندما عاد إلى وطنه - بناء على توجيهات النبي - وتوفي في ميناء ظفار.
المخطوطة الهندية موجودة في مكتبة مكتب دائرة الهند بلندن التي تحمل رقم المرجع: عربي 2807، 152 إلى 173 وقد اقتبسها حميد الله في كتابه محمد رسول الله.
وقد جاء في كتب الحديث ذكر الملك الهندي؛ الذي وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ففي مستدرك الحاكم: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: ثم أهدى ملك الهند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - جرة فيها زنجبيل، فأطعم أصحابه قطعة، قطعة، وأطعمني منها قطعة. قال الحاكم: ولم أحفظ في أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم - الزنجبيل سواه. انتهى.
وأما قصة رؤيته انشقاق القمر؛ فمن المحتمل أنها ثبتت، ولم نطلع على هذه المخطوطة، ولا توثيقها من جهة التاريخ، ونحوه، ولا يستبعد ثبوتها.
وأما حديث قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، وإهدائه الزنجبيل، فمنكر كما قال الرازي، وأبو زرعة.
وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمرو بن حكام، وقد اتهم بهذا الحديث، وهو ضعيف. انتهى.
على أن المذكور في رواية الطبراني: ملك الروم لا ملك الهند.
وأما ثبوت صحبته؛ فقد استنكره الأئمة.
قال ابن الأثير في أسد الغابة: سرباتك الهندي. روى مكي بن أحمد البردعي، عن إسحاق بن إبراهيم الطوسي، قال: حدثني، وهو ابن سبع وتسعين سنة، قال: رأيت سرباتك، ملك الهند، في بلدة تسمى قنوج، فقلت له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: تسعمائة سنة، وخمس وعشرون سنة، وهو مسلم، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ إليه عشرة من أصحابه، فمنهم: حذيفة بن اليمان، وعمرو بن العاص، وأسامة بن زيد، وأبو موسى الأشعري، وصهيب، وسفينة، وغيرهم يدعوه إلى الإسلام، فأجاب وأسلم، وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو موسى.
وبحق ما تركه ابن منده، وغيره، فإن تركه أولى من إثباته، ولولا شرطنا أننا لا نخل بترجمة ذكروها، أو أحدهم، لتركنا هذه وأمثالها. انتهى.
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، في بحث من ادعى الصحبة كذابا: ومنهم سرباتك ملك الهند في بلد قنوج، قال له سبعمائة سنة، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم نفذ إليه حذيفة، وأسامة، وصهيبا، وغيرهم يدعونه إلى الإسلام فأجاب، وأسلم. قال الذهبي: هذا كذب واضح. انتهى.
والله أعلم.