السؤال
توجد شبه من النصارى، والكافرين حول لفظ ( وكواعب أترابا).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نشكرك على الاتصال بنا، ونفيدك بأن الأولى بالمسلم دائما أن يعرض عن الاطلاع على شبه الكفار ولا سيما إن لم يكن يقدر على الرد عليهم؛ فقد كان أئمة السلف - مع سعة علمهم - يعرضون عن سماع الشبهات، فقد أخرج عبد الرزاق في المصنف عن معمر قال: كنت عند ابن طاووس, وعنده ابن له, إذ أتاه رجل يقال له: صالح, يتكلم في القدر، فتكلم بشيء فتنبه، فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه, وقال لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد، فلا تسمع من قوله شيئا، فإن القلب ضعيف.
وقال الإمام الذهبي: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة. اهـ.
وأما الآية التي ذكرت، فليس فيها مطعن ولا حجة للنصارى، فالكواعب كما قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: جمع كاعب، وهي الجارية التي بلغت سن خمس عشرة سنة ونحوها. ووصفت بكاعب؛ لأنها تكعب ثديها، أي صار كالكعب، أي استدار ونتأ، يقال: كعب بتشديد العين . ولما كان كاعب وصفا خاصا بالمرأة، لم تلحقه هاء التأنيث، وجمع على فواعل. انتهى.
وأما الأتراب فهي كما قال رحمه الله: جمع ترب بكسر، فسكون: وهو المساوي غيره في السن، وأكثر ما يطلق على الإناث. قيل هو مشتق من التراب فقيل لأنه حين يولد يقع على التراب مثل الآخر، أو لأن الترب ينشأ مع لدته في سن الصبا يلعب بالتراب، وقيل مشتق من الترائب تشبيها في التساوي بالترائب، وهي ضلوع الصدر فإنها متساوية. انتهى.
فليس في الآية كما يظهر عبارة تخدش الحياء، وإنما جاء فيها وصف نساء الجنة لبيان جمالهن، وما يستحسن فيهن من مظاهر صغر السن، وأنهن متساويات، متآلفات، لا تفاوت بينهن، يدعو الزوج لتقديم بعضهن عن بعض، أو لأنهن أتراب لأزواجهن، وهذا يوافق طباع النفوس السوية.
والله أعلم.