حكم دعاء أم الزوج على أحفادها أن يكونوا سيئي الخلق

0 205

السؤال

أم زوجي تفضل ابنتها على زوجي دائما، وهو متأثر بهذا من الطفولة، وابنتها تستغل ذلك، وقد سبتني مرة فرددت عليها، وشهدت أمها بالزور معها أمام الجميع أنني من شتمتها أولا، وحاول زوجي الصلح، وذهب لها إلى منزلها، وضغط علي حتى وافقت من أجل ربي أولا، ثم من أجل زوجي، وذهب زوجي إلى منزلها، ولكنها رفضت الصلح، فخاصمها مدة أسبوع، ثم عاد ليكلمها فأقسمت أن لا تكلمه أبدا، وهو أخوها الكبير، ومنذ ذلك الوقت وهي تحرض أمها علينا من الهاتف، وأمه دائمة الدعاء على أطفالي أنهم عندما يكبرون يفرجوا الناس عليهم، على الرغم من أن بنتها هي الظالمة، وحاولت تطليقي، مع العلم أن أمها تعيش معنا في نفس المنزل، وأنا أخدمها أكثر من ابنتها، كما أن لها ابنة مقعدة ومريضة عقليا، أخدمها أيضا ابتغاء وجه الله، وهي دائمة الشكوى مني ومن زوجي بسبب هذا الموضوع، على الرغم من أن ابنتها هي من رفضت الصلح، وقد حملت، وعند موعد وضعها ذهبت أمها إليها، وكذبت علينا قائلة: إنها ذاهبة إليها لأن بجوارهم طبيب أسنان شهير، وستغير عنده أسنانها، وتفاجأ زوجي أن أخته كانت تلد، فغضب بشدة؛ لأننا نعيش في نفس المنزل، وأخفت عليه وكذبت، والجيران يعلمون، فقال لها: إنها صغرته أمام الناس، كما أننا دائما ما نسمعها تتحدث مع ابنتها عبر الهاتف، ويتضح من الكلام أن ابنتها تشتكي منا، وتندب حظها مع أنها هي الظالمة، ولكنها تريد أن تلعب دور الضحية دائما أمام أمها، ونحن نعيش في نكد دائم بسبب حماتي وابنتها، مع العلم أنها إذا مرضت فأنا من يذهب معها إلى الأطباء، وأخدمها، ولا أعصي لها أمرا، وهي دائما تجلس مع الجيران، وتفشي أسرار بيتنا، وأنا أتحمل هذا، ولكن مالا أتحمله هو دعاؤها على أطفالي بأن يكونوا سيئي الخلق، فهل يستجيب الله لهذه المرأة التي شهدت زورا مع ابنتها، والتي تظلمني وتظلم زوجي، وتفرق بين زوجي وأبنائه وابنتها وأبنائها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنوصي السائلة الفاضلة ابتداء بالصبر الجميل على سوء معاملة أم زوجها وابنتها، ولتعلم أن صبرها على ذلك ‏أجره عند الله عظيم؛ لما فيه من المعاشرة بالمعروف للزوج، واحتمال الأذى لأجله، ولعظيم فضل الصبر ‏والعفو عند الله، قال تعالى: ولئن صبرتم ‏لهو خير للصابرين [النحل: من الآية126]. ‏

ودعاء المسلم على المسلم بغير حق محرم لأنه من الظلم، وقد ورد النهي عن الدعاء على الأولاد، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...لا تدعوا على ‏أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم.

ودعاء أم الزوج على أحفادها داخل في النهي؛ لأنهم داخلون في عموم الأولاد، فيحرم عليها الدعاء عليهم.

والمرجو أن دعاء أم الزوج على أحفادها أن يكونوا سيئي الخلق لن يكون مجابا - إن شاء الله - لما فيه من الإثم وقطيعة الرحم‏، فإن من شروط إجابة الدعاء خلوه منهما، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع ‏بإثم أو قطيعة رحم.

أما الإثم فلأن الدعاء عليهم دعاء بغير حق، فيكون ظلما؛ لأنهم أطفال أبرياء غير مكلفين، ولأن الدعاء ‏عليهم بسوء الخلق من الدعاء على الأرحام بالسوء، وهو من أعظم القطيعة.‏

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة