السؤال
كنت قد علمت أن قصة إنشاد الأنصار لنشيد: طلع البدر علينا. لم تثبت.
فما حكم رفع هذا النشيد على الإنترنت لعامة الناس؟
كنت قد علمت أن قصة إنشاد الأنصار لنشيد: طلع البدر علينا. لم تثبت.
فما حكم رفع هذا النشيد على الإنترنت لعامة الناس؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه القصة قد تكلم أهل العلم في ثبوتها من حيث الإسناد، إلا أنه قد ذكرها أهل السير، واشتهرت عندهم، وعند الناس، وتحدثوا بها على مر القرون.
وممن ذكرها ابن القيم في "زاد المعاد" في فصل غزوة تبوك، حيث قال: فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة خرج الناس لتلقيه، وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داعي
وبعض الرواة يهم في هذا ويقول: إنما كان ذلك عند مقدمه إلى المدينة من مكة، وهو وهم ظاهر؛ لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام. اهـ.
وعليه؛ فلا نرى - والله أعلم - حرجا في نشرها عبر المواقع الإلكترونية أو غيرها، خاصة أن عادة أهل العلم جرت بالتسهيل في باب المغازي والفضائل ونحوها ما لا يسهلون في باب الأحكام، وكلامهم في هذا كثير جدا، ومن ذلك ما قال الإمام أحمد في ابن إسحاق: يكتب عنه المغازي وشبهها. اهـ.
وقال ابن معين في زياد البكائي: لا بأس في المغازي، وأما في غيرها فلا. اهـ.
وقد نقل الخطيب البغدادي في الكفاية عن الإمام أحمد قوله: إذا روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلال والحرام، والسنن، والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكما أو يرفعه، تساهلنا في الأسانيد. انتهى.
والله أعلم.