لا حرج على المرأة في الاستعانة براق شرعي لا سترجاع زوجها الذي طلقها تحت تأثير السحر

0 643

السؤال

عقد قراني من سنة وشهور على رجل فاضل كريم، نحسبه على خير كثير، ولا نزكيه على الله، متزوج وله أولاد، وكنت زوجته الثانية، أحبني وأكرمني وأغدق علي محبة لم أرها قط.
لما علمت زوجته وأمه حولتا الحياة إلى جحيم، ولم يتركا سبيلا لجعله يطلقني إلا فعلتاه.
أمه غريبة كانت تغار مني غيرة النساء ! لا تحدثها أمامي، لا تمسك يدها، لا تلبسي ملابسه!
زوجته كانت كثيرة الإيذاء بالرسائل والمكالمات، ما بين دعاء علي، أو سب، وإيهامي أنه لا يحبني ولن يحبني أبدا، وسيتركني، ويبقى مع أولاده.
كانت عنده مشاكل مادية من البداية، وأنا لم ألتفت لهذا، قلت له سأتحمل أي شيء لم أطلب لا شبكة ولا مهرا، وكان - يشهد ربي - ما في بالي إلا أكثرهن بركة أقلهن مهورا، لم أرتد حتى خاتم خطبة، لم أطلب منه هدايا ولا أي شيء. فقط اشترط أهلي مؤخرا 30 ألف جنيه مصري،
كان طيبا كريما، ثم بعد معرفتهم بدأ يتغير ! قلت من الضغوط المادية والأسرية، نحن من بلدتين مختلفتين، فكانت الزيارات ليست كثيرة، لكن كل أسبوع أو عشرة أيام.
بدأت الزيارات تقل، الملاحظ أنه كان معي مختلفا تماما مجرد أن يخرج من بلدته أجد الحب الذي رأيته أول مرة، يقابلني ملهوفا علي، ولا يطيق البعد عني. ومجرد ما يعود بلدته ينقلب مزاجه، وتكون كل مكالمتنا ما بين تسميع وردنا القرآني (الحمد لله كانت نعمة) أو كلام في أمور الحياة.
حتى لما كان يخرج من بلدته لسفر- غير زيارتي - كان يصبح الزوج المحب الذي يتصل مرات، ولا يكاد ينهي مكالمة حتى يتصل، وحشتني.
فجأة تغير، وطال تغيره، وقال: أريد أن ننفصل! ظروفي صعبة ولا أستطيع إتمام الزواج !
بقينا خمسة أشهر لا يكمل الزواج ولا يطلق، وعرفت من أحد معارفه أنه كلما ذكرت أمامه يقول: غير قادر أن أطلق، وبدون أي أسباب، طيب أكمل الزواج، لا، الظروف لا تحتمل، وبها عيب لا أستطيع تقبله.
ماهو العيب؟ لن أخبر عن عيبها. طيب أتمم الطلاق، لا أقدر. وهكذا.
رغم هذا هو كان دائم الثناء علي (بستر الله)، وأقسم بالله، وأشهد الله على نفسه أني أكثر امرأة متدينة ومحترمة وورعة قابلها في حياته،
وأن شكلي يعجبه، وأن طباعي طيبة، وأن الموضوع لا علاقة له بشخصي، وأصر على الطلاق، ويوم الطلاق أصر أن يكون غيابيا.
أقسم أنه لو رآني لن يغفر لي، ولن يستطيع إتمام الطلاق، وسيتركنا ويرحل. ذهب معه أخي، وأقسم أخي أنه بكى بكاء كالأطفال، ظل يبكي، ولا يستطيع قول صيغة الطلاق لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.
فقط يشرع بقول اسمي، وقبل أن يصل لكلمة طالق مني ينفجر في البكاء.
أكثر من شخص لما عرف القصة قال: ربما يكون بالأمر سحر، وخاصة لتقلباته الغريبة، وإصراره على الطلاق مع حزنه الشديد.
سألت أختا وزوجها ممن يعالج بالرقى، فلما رأى صورة طليقي قال أشياء صحيحة لا يعلمها أحد منهم عن ديونه، ومواقف حدثت فعلا، ثم قال إنه عمل له سحر من قريب له، وأخته تعلم به، والرجل لا يعرف تفاصيل عن طليقي، وأن له أختا أصلا، ولا زوجته تعلم.
قررت قراءة سورة البقرة كل يوم، لعل الله يحدث بها أمرا ـ إن كان في الأمر سحرـ
أفتوني إن كان بالأمر سحر فعلا هل أنا آثمة إن أردت استرجاع زوجي!
أنا أحبه ولم أحب أحدا غيره قط، هو أول رجل في حياتي، وأنا لست صغيرة، أول رجل في حياتي عرفته، وأنا فوق الثلاثين.
لا أكف عن الدعاء، وأسألكم أن تدعوا لي. لكن أفتوني:
هل الاستعانة بعد الله بالشخص المذكور حرام؟!
الرجل لم يقل إنه سيفعل أي شيء غير قراءة رقى وقرآن فقط.
سألني فقط عن أعراض أتعرض لها وهي صحيحة.. ازرقاق في الجسد، ودوار دائم، وسهو شديد في الصلاة، وهكذا.
مع العلم زوجته لا تعرفني أصلا، أنا عرفتها عن طريق أخت أخرى، فهم أغراب عني، لا يعرفون عني شيئا حتى يستغلوه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في الاستعانة بالرقاة الشرعيين لعلاج السحر المعمول للزوج لاسترجاع الزوجة المطلقة بشرطين :‏
‏1ـ أن يكون الراقي من الرقاة الشرعيين لا المشعوذين، ولمعرفة ‏الفروق بين الرقاة الشرعيين والمشعوذين تنظر الفتويان : 6347، 64957.‏

‏2ـ أن تكون الرقية شرعية، وهي ما توفرت فيها الضوابط المقررة في الفتوى رقم: 4310.‏
‏ قال الإمام البهوتي : (ويجوز الحل) أي: حل السحر ‏بالقرآن والذكر والأقسام والكلام الذي لا بأس ‏به . انتهى ‏من ‏‏(دقائق أولي النهى في ‏شرح المنتهى) .‏ ‏

وللمزيد في مشروعية حل السحر بالرقية الشرعية، ولزوم تجنب ‏المشعوذين تنظر ‏الفتوى رقم :41443،10981.‏

وما ذكرته عن الراقي أنه لما رأى صورة طليقك قال أشياء صحيحة لا يعلمها أحد منهم، وتحدث عن ديونه، ومواقف حدثت فعلا، وأنه قد عمل له سحر من قريب له وأخته تعلم به، إلى غير ذلك مما ذكرته من التفاصيل. يرجح أن هذا الرجل مشعوذ، وبالتالي فالسلامة في الابتعاد عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة