السؤال
ما هي شهوة الفرج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن شهوة الفرج من الشهوات العاتية والغرائز الطبيعية التي ركبها الله تعالى في الإنسان لحكمة أرادها سبحانه وتعالى لتسوقه بسلطانها وتدفعه بقوتها إلى ما فيه مصلحته في هذه الحياة، وبقاؤه كنوع بشري استخلفه الله في هذه الأرض وعمارتها، ومن شأنها أن تطلب متنفسا تؤدي فيه دورها وتشبع نهمها، ولهذا شرع الإسلام الزواج ويسر سبيله، ونهى عن التبتل واعتزال النساء، وحرم الزنا وكل ما يمت إليه بصلة من قريب أو بعيد، ولولا تحريم الزنا ووجوب اختصاص الرجل بزوجته أو زوجاته، لما تكونت أسرة تظلها المودة والرحمة والعطف والحنان والإيثار، ولولا وجود الأسرة لما وجد المجتمع الذي تسوده الأخوة والعدالة والمحبة والمساواة.
ولخطورة شهوة الفرج وعتوها سد الإسلام كل وسيلة تؤدي إلى جريمة الزنا فحرم الخلوة بالأجنبية، وحرم الدخول على النساء، وحرم على المرأة إبداء الزينة، وحرم عليها التبرج..
ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: " لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ." وفيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء ." فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: " الحمو الموت ." وقال تعالى: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن وقال تعالى:( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى.) وأمر المؤمنين بغض البصر كما أمر بذلك المؤمنات فقال تعالى:( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن.. )
ولخطورة شهوة الفرج واللسان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه؟ وأضمن له الجنة . رواه البخاري عن سهل بن سعد فهذه هي شهوة الفرج، وهي كغيرها من الشهوات والغرائز سلاح ذو حدين، إن استعملت في الخير كانت خيرا وإن استعملت في الشر كانت شرا.
وإن كبتت وحرمت كان ذلك مصادمة للفطرة وتعطيلا للمنفعة، ومنافاة لحكمة الله تعالى الذي ركبها في الإنسان وفطره عليها، ومصادمة لسنته تعالى في الحياة.
والله أعلم.