السؤال
بالأمس قرأت للشيخ الشعراوي رحمه الله في كتابه من فيض الرحمن أن ترتيب الصفوف في الصلاة حسب ترتيب الله، فيما معناه أن الصف الأول ليس بالضرورة ما نعرفه، وضرب فضيلته مثلا وقال: إن رجلا قد يأتي متأخرا فيصل إلى الصف بعد أن تخطى رقاب الناس، أو قد يأتي ويحجز مكانه قبل الصلاة، ويحرم منه أخاه الذي جاء مبكرا للصلاة في الصف الأول، فيضطر صاحبنا أن يصلي في الصفوف اللاحقة، ويقول هذا ليس بعدل، ويضيف إن المسجد يجب أن يكون خاليا من الصراع، ويجب خلق جو من الألفة والمودة بين المسلمين لا جو صراع.
مع تنبيهه إلى أن تخطي رقاب الناس أو حجز مكان معين بالصف الأول أمر ممنوع. لكن كثيرا من المصلين يخالفونه فما هي وجهة نظركم. هل ترتيب الصفوف هو الترتيب الذي نعرفه اليوم الذي قد لا يخلو من مخالفة أمر الرسول في القضيتين المذكورتين؟ أم هو ترتيب يعلمه الله جل جلاله قائم بالعدل بحيث يحصل الشخص الذي اضطر إلى الصلاة في الصفوف اللاحقة رغم وصوله للمسجد مبكرا أجر الصف الأول، والشخص الذي وصل للصف الأول بتخطي رقاب الناس يحصل على أجر الصف المناسب له، وليس أجر الصف الأول. أفتونا مأجورين.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
فإن الصفوف الأول التي رغبنا شرعا في الحرص عليها هي التي تلي الإمام ، ولا ينبغي الرغبة عنها والتكاسل بحجة أن ثواب الصف يعلمه الله تعالى، وأنه ربما صلى المصلي في الصف الأخير، ونال ثواب الصف الأول ، والله تعالى لما رغبنا في شريعته في الصفوف الأول، وخاطبنا نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله " خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها " إنما هو باعتبار ما نعلمه من قربها من الإمام وبعدها عنه، وليس باعتبار ما هو مغيب عنا.
وقولك: إن تحصيله لا يخلو من تخطي الرقاب أو حجز أماكن لا نراه صحيحا، والواقع يشهد بأن أكثر من يحصلونه لا يفعلون شيئا من ذلك، اللهم إلا في المساجد المكتظة كالحرمين، فقد يقال بأنه لا يخلو تحصيل الصف الأول في كثير من الحالات من حجز أو تخط لرقاب الناس .
ومن اعتدى في تحصيل الصف الأول فإنه مظنة أن يحرم ثوابه ، وانظر الفتوى رقم: 96918 عن حجز مكان في المسجد وأقوال الفقهاء في ذلك بين مجيز ومانع ، والفتوى رقم: 27990 عن تخطي الرقاب بين الجواز والنهي ، والفتوى رقم: 97737 عمن بكر إلى المسجد ولم يجد موضعا في الصف الأول هل ينال ثوابه .
والله تعالى أعلم.