بيان حال عقيدة المعاهد الأزهرية للطلبة وأوليائهم

0 246

السؤال

سؤالي سيكون فيه شيء من التفصيل لاكتمال الصورة.
أعمل في دار لتعليم المواد الثقافية (مواد المدرسة) والعلوم الشرعية، وهدفها بحق إعداد جيل من الدعاة إلى الله عز وجل، على بصيرة. ونظرا لأن مؤسسي الدار ينتمون لجماعة الدعوة والتبليغ، وبسبب عدم اهتمام الكثير منهم بطلب العلم، تأثروا بعقيدة الأشاعرة، وأقروا تدريس متن جوهرة التوحيد الأشعري في الدار، ولكن بفضل الله بعد التحاق بعض الإخوة السلفيين كمعلمين، تمكنوا من إقناعهم بتغيير المتن إلى الطحاوية. والمشكلة أن إدارة الدار تشترط أن يكون الطالب الملتحق بالدار مقيدا بأحد المدارس الأزهرية؛ لأن الدار غير مرخصة، ويبررون ذلك بأن الأزهر وإن كان حاد عن الحق، ولكن لا تزال له سمعة في العالم، وهم يريدون لطلاب الدار أن يكون لهم انتماء لمؤسسة كالأزهر الشريف؛ لما لها من احترام في العالم، ولكني أخشى أن يكون تمسكهم بهذا الشرط لتدريس المنهج الأشعري في الأزهر كما تعلمون، كما أخشى أن يلتحق أحدهم بالأزهر لتنفيذ الشرط، ثم ينفصل عن الدار ويستمر في الأزهر، وبهذا لا يبقى أمامه إلا العقيدة الأشعرية، وكثير من العوام لا علم لهم أصلا بهذه الأمور، ومن السهل تأثرهم.
وسؤالي أني بموجب عملي، مطلوب مني إقناع أولياء الأمور بتقييد طلابهم في معاهد أزهرية.
فهل أقوم بهذا العمل أم أعتذر عنه، مع العلم أني من الممكن أن أقوم بإقناع أولياء الأمور بهذا الشرط، وأبين لهم حقيقة الأزهر لأبرئ ذمتي.
فأفيدوني جزاكم الله خيرا بما يرضي الله عز وجل.
وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن المذهب الأشعري فيه مخالفات واضحة لمذهب السلف؛ وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 38987، 147477.
والمؤسسات العلمية التي تقوم بتدريس هذا المذهب كثيرة، ومنها مؤسسات عريقة، ولها أثرها ومكانتها، كمؤسسة الأزهر، ولا ريب في أن التحاق الطالب بالمعاهد الأزهرية فيه منافع كثيرة، ولا سيما للنابهين من طلبة العلم، فهؤلاء إن عرفوا طريقة السلف، وتدينوا بها، يكون لهم أثر واضح في البيان، والدعوة إلى الله تعالى.
ولهذا فإننا نرى أن تقوم بعملك الذي ذكرته في سؤالك، مع الحرص على بيان حال هذه المعاهد، ثم التركيز على بيان عقيدة أهل السنة في الدار التي تعملون بها.

ونسأل الله تعالى أن يتقبل منكم، وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة