السؤال
- أعاني من وسواس يلازمني دائما في كل أمور العبادة وأحاول جاهدا أن أتغلب عليه أنجح في مرات وأفشل في أخرى ما الذي أستطيع فعله؟
- أعاني من وسواس يلازمني دائما في كل أمور العبادة وأحاول جاهدا أن أتغلب عليه أنجح في مرات وأفشل في أخرى ما الذي أستطيع فعله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشيطان على نوعين كما قال ابن القيم : نوع يرى عيانا وهو شيطان الإنس، ونوع لا يرى وهو شيطان الجن. أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه، قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم [فصلت:36] والوسوسة يحاول الشيطان من ورائها أن يلبس على العبد عبادته ويفسدها عليه، وأن يحول بينه وبين ربه، كما في الحديث الذي أخرجه مسلم أن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
فعلى الموسوس أن يفعل ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم به عثمان بن أبي العاص في هذا الحديث، وأن يلهج بالذكر ودعاء الله تعالى أن يكشف عنه ما به من ضر، ويدفع عنه ما به من بلوى، وأن يطمئن قلبه، قال الله تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء [النمل: 62].
وقال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [الرعد:28].
وأن يكثر من الاستغفار، وينتبه عند الشروع في العبادة، ويتدبر ما هو فيه من فعل أو قول، فإنه إن وثق من فعله وانتبه إلى قوله وعلم أن ما قام به هو المطلوب كان ذلك داعيا إلى عدم مجاراة الوسواس، وإن عرض له فلا يسترسل معه؛ لأنه على يقين من أمره، والله أعلم وهو الشافي لكل ضر ورافع كل بلوى.
والله أعلم.