تفسير قوله تعالى: ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا..

0 184

السؤال

في قوله تعالى: ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ـ هل في الآية تكرار الضيق؟ وإن كان هناك تكرار فما الحكمة منه؟ وإن كان لا يوجد تكرار فما معنى: ضيقا حرجا؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أفاد العلماء ـ رحمهم الله ـ أن حرجا بمعنى شدة الضيق، وحرجا من الوصف بالمصدر، وكلاهما دال على المبالغة في الوصف، فصار تأكيدا لشدة الضيق، وذلك ما لا تفيده كلمة: ضيقا ـ بمفردها، قال ابن عاشور رحمه الله: والحرج بكسر الراء صفة مشبهة من قولهم: حرج الشيء حرجا، من باب فرح، بمعنى ضاق ضيقا شديدا، فهو كقولهم: دنف، وقمن وفرق، وحذر، وكذلك قرأه نافع، وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو جعفر، وأما الباقون فقرؤوه بفتح الراء على صيغة المصدر، فهو من الوصف بالمصدر للمبالغة، فهو كقولهم: رجل دنف بفتح النون وفرد بفتح الراء، وإتباع الضيق بالحرج: لتأكيد معنى الضيق، لأن في الحرج من معنى شدة الضيق ما ليس في ضيق، والمعنى يجعل صدره غير متسع لقبول الإسلام، بقرينة مقابلته بقوله: يشرح صدره للإسلام. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات