السؤال
النكرة في سياق النفي تفيد العموم، قال جل وعلا عن أهل الجنة: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين" وجاءت أحاديث بأن جبرائيل عليه السلام رأى الجنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة في منامه، فكيف نجمع بين مطلق الآية وهذه الأحاديث؟
النكرة في سياق النفي تفيد العموم، قال جل وعلا عن أهل الجنة: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين" وجاءت أحاديث بأن جبرائيل عليه السلام رأى الجنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة في منامه، فكيف نجمع بين مطلق الآية وهذه الأحاديث؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمراد بالنفس في الآية النفس من نفوس البشر، كما حققه بعض أهل العلم، وعليه، فلا يكون جبريل ـ عليه السلام ـ داخلا في الآية، قال الطاهر بن عاشور -رحمه الله-: أي: لا تبلغ نفس من أهل الدنيا معرفة ما أعد الله لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ـ فدل على أن المراد بنفس في هذه الآية أصحاب النفوس البشرية. انتهى.
على أن رؤية جبريل عليه السلام للجنة لا يلزم منها كونه اطلع على جميع صنوف النعيم المعد لأهلها فيها، وكذا رؤية نبينا صلى الله عليه وسلم الجنة -كما ثبت في غير ما حديث- لا يلزم منها أن يكون اطلع على جميع صنوف النعيم المعد لأهلها فيها؛ حتى يكون هناك تعارض بين هذا وبين الآية.
والله أعلم.