السؤال
أنا متزوج منذ 17 عاما ولي أربعة بنات أكبرهن في الأول ثانوي والصغرى في الصف الأول الابتدائي المشكلة أن عملي كان يتطلب السفر بعيدا عن الأولاد ولكن لفترة قصيرة أسبوعين أو ثلاثه كحد أقصى ولمرة أو مرتين في السنة فقط .المهم لاحظت وجود علاقه مريبة بين زوجتي وأحد أقاربي ومن ثم تأكدت من هذه العلاقة واكتشفت ويا للهول أنها وصلت إلى الزنا ومنذ زمن وأنا لا أدري حيث أن زوجتي في الظاهر متدينة وتصلي وتقرأ القرآن ولم أكن أشك فيها لحظة من قبل.المشكلة ماذا أفعل ولدي بنات وليس لدي أخت تساعدني أو أهل فوالدي طاعن في السن وهو يحتاج للمساعدة وأمي كذلك فهل أبقي الزوجة الزانية أم ماذا أفعل ولدي خوف من ضياع الأولاد بكل الأحوال سواء بوجود أم فاسدة مثل أمهم أو بعدم حصولهم على الرعاية والحب الكافي بعد طلاقها وبالتالي التعرض للانحرافولكم الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى المنع من استدامة نكاح الزانية؛ لأن الله عز وجل إنما أباح نكاح العفائف، قال تعالى: والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان [المائدة:5].
وقال تعالى: الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين [النور:3].
لأنها إذا كانت كذلك لا يؤمن أن تأتي بولد من الزنا فتلحقه به وتورثه ماله.
وعلى هذا؛ فإمساكك لتلك المرأة لا يجوز، وإمساكها في هذه الحالة يدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة. وذكر منهم: الديوث وهو الذي يقر الفاحشة على أهل بيته، والحديث رواه أحمد والنسائي:
وقد قال الله تعالى: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات [النور: 26].
وإن وجود أم كهذه مع بناتك أفسد لهن من عدمها، فعليك أن تبحث عن زوجة صالحة تقوم برعاية بناتك، وتدعو الله سبحانه أن يوفقك لاختيار الزوجة الصالحة، وأن يأجرك في مصيبتك ويخلفك خيرا منها، ويعوضك أنت وبناتك، وأن يحفظ بناتك ويجنبهن الانحراف والضياع، واعلم - أخي الكريم - أن انحراف هذه الزوجة ربما كان نتيجة من نتائج الاختلاط الذي يتساهل فيه الكثيرون، وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إياكم والدخول على النساء، فقالوا: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
والحمو هو قريب الزوج، وأنصحك - أخي الكريم - أن تحافظ على بناتك وأن تلزمهن بالحجاب الشرعي، وأن تمنعهن من الاختلاط بغير محارمهن من الرجال؛ لأن في ذلك مضيعة لهن ولحيائهن الذي فطرهن الله عليه، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة [التحريم:6].
والله أعلم.