السؤال
هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ سورة: ق كل جمعة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في صحيح مسلم، وغيره عن بنت لحارثة بن النعمان، قالت: ما حفظت: ق ـ إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا.
وقد أخذ بعض أهل العلم من هذا الحديث استحباب قراءة سورة: ق ـ أو بعضها كل جمعة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال النووي في شرح صحيح مسلم: قال العلماء سبب اختيار: ق ـ أنها مشتملة على البعث، والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة، وفيه دليل للقراءة في الخطبة ـ كما سبق ـ وفيه استحباب قراءة: ق ـ أو بعضها في كل خطبة. انتهى.
وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود: يخطب بها كل جمعة ـ قال الطيبي: إن المراد أول السورة لا جميعها؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يقرأ جميعها في الخطبة. انتهى.
قال القاري: وفيه أنه لم يحفظ أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ أولها في كل جمعة، وإلا لكانت قراءتها واجبة أو سنة مؤكدة، بل الظاهر أنه كان يقرأ في كل جمعة بعضها، فحفظت الكل في الكل. انتهى.
وفي فتاوى اللقاء المفتوح مع الشيخ ابن عثيمين: كيف تكون الخطبة بسورة: ق؟ هل تقرأ أم يفسر معناها؟ الجواب: كان النبي عليه الصلاة والسلام يخطب بسورة: ق ـ وكان يقول في خطبته: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها ـ وهذا يدل على أنه لا يقتصر على السورة فقط، وأنه يذكر معها أشياء. انتهى.
وبناء على ما سبق، فالثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة: ق ـ كلها, أو بعضها في كل جمعة.
والله أعلم.