السؤال
أنا شاب أدرس في الجامعة، والحمد لله ملتح، وأسعى في طريق الالتزام. ومشكلتي أني لاحظت منذ فترة أن فتاة تنظر إلي، وهي الحمد لله محجبة، ومتفوقة. لكني خائف أن أكون فتنة لها، وخائف أن أفتن بها؟
أنا شاب أدرس في الجامعة، والحمد لله ملتح، وأسعى في طريق الالتزام. ومشكلتي أني لاحظت منذ فترة أن فتاة تنظر إلي، وهي الحمد لله محجبة، ومتفوقة. لكني خائف أن أكون فتنة لها، وخائف أن أفتن بها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنذكر السائل أولا بأن التزام الشاب وتدينه هو رأس ماله، وسبب مهم في نجاحه، وتفوقه في دراسته، كما أن الجامعات المختلطة من أكثر ما يفسد الشباب، والفتيات، ويصرفهم عن تحصيلهم العلمي؛ فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
قال الشيخ العثيمين: ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة؛ فإن الواجب على المسلمين سده، ...فإن الواجب توقي فتنة النساء بكل ما يستطاع. اهـ من شرح رياض الصالحين.
وللمزيد في بيان خطورة الدراسة المختلطة تنظر الفتوى رقم: 162121.
والأصل في التحاق الشباب والفتيات بالجامعات المختلطة هو المنع، إلا بمراعاة الضوابط الشرعية التي أوضحناها في الفتوى رقم: 25838، والفتوى رقم: 43414، والفتوى رقم: 5310.
ومن أهم تلك الضوابط: أمن الفتنة على النفس والدين، فإذا خشي الشاب، أو الفتاة على نفسه الفتنة، ولم يأمن على نفسه السلامة من حبائلها، فليس له أن يغامر بدينه، ويلتحق بالجامعات المختلطة؛ فإن ما عند الله لا ينال بمعصية الله، والسلامة في الدين لا يعدلها شيء.
وسبل تحصيل الأمن من الفتنة، والسلامة في الدين متعددة:
منها: ملازمة الصحبة الصالحة، مع كسر الشهوة بالصوم، وغض البصر، والمراقبة، والانكباب على الدراسة.
ومنها: الاعتماد على المذكرات، والشروح المسجلة المرئية منها، والمسموعة، مع الاقتصار في الحضور على ما لا بد منه.
ومنها: الانتقال إلى فروع أخرى، أو جامعات أخرى في المناطق المحافظة.
ومنها: الزواج وإن كان مبكرا، فهو أغض للبصر، وأحصن للفرج، إلى غير ذلك من أسباب السلامة، وسبل الوقاية.
ورأس الأمر في ذلك تقوى الله، فمن اتقى الله حذر من الفتن، ووثق بأن الله جاعل له مخرجا.
والله أعلم.