سبل الوقاية من فتن الجامعات المختلطة

0 124

السؤال

أنا شاب أدرس في الجامعة، والحمد ‏لله ملتح، وأسعى في طريق الالتزام. ‏ومشكلتي أني لاحظت منذ فترة أن ‏فتاة تنظر إلي، وهي الحمد لله ‏محجبة، ومتفوقة. لكني خائف أن ‏أكون فتنة لها، وخائف أن أفتن بها؟ ‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنذكر السائل أولا بأن التزام الشاب وتدينه هو رأس ماله، وسبب مهم في نجاحه، وتفوقه في دراسته، كما أن ‏الجامعات المختلطة من أكثر ما يفسد الشباب، والفتيات، ويصرفهم عن تحصيلهم العلمي؛ فقد قال النبي ـ صلى الله ‏عليه وسلم ـ: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.

قال الشيخ العثيمين: ويستفاد منه ‏سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة؛ فإن ‏الواجب على المسلمين سده، ...فإن ‏الواجب توقي فتنة النساء بكل ما يستطاع. اهـ من شرح ‏رياض الصالحين.‏

وللمزيد في بيان خطورة الدراسة ‏المختلطة تنظر الفتوى رقم: 162121.‏
والأصل في التحاق الشباب والفتيات بالجامعات المختلطة هو المنع، إلا بمراعاة الضوابط الشرعية التي ‏أوضحناها في الفتوى رقم: ‏‏25838، والفتوى رقم: 43414، والفتوى رقم: 5310. ‏
ومن أهم تلك الضوابط: أمن الفتنة على النفس والدين، فإذا خشي الشاب، أو الفتاة على نفسه الفتنة، ولم يأمن على ‏نفسه السلامة من حبائلها، فليس له أن يغامر بدينه، ويلتحق بالجامعات المختلطة؛ فإن ما عند الله لا ينال بمعصية ‏الله، والسلامة في الدين لا يعدلها شيء.‏

وسبل تحصيل الأمن من الفتنة، والسلامة في الدين متعددة: 

منها: ملازمة الصحبة الصالحة، مع ‏كسر الشهوة بالصوم، وغض البصر، والمراقبة، والانكباب على الدراسة.

ومنها: الاعتماد على المذكرات، والشروح ‏المسجلة المرئية منها، والمسموعة، مع الاقتصار في الحضور على ما لا بد منه.

ومنها: الانتقال إلى فروع أخرى، أو ‏جامعات أخرى في المناطق المحافظة.

ومنها: الزواج وإن كان مبكرا، فهو أغض للبصر، وأحصن للفرج، ‏إلى غير ذلك من أسباب السلامة، وسبل الوقاية.

ورأس الأمر في ذلك تقوى الله، فمن اتقى الله حذر من الفتن، ووثق بأن الله ‏جاعل له مخرجا.‏

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة