الترهيب من تعلق القلب بالمردان

0 216

السؤال

أنا طالب في الثانوية، ونحن الآن في أوقات اختبارات نهائية.
وفي اليوم الثالث من الاختبارات، لاحظت أن معي طالبا في قاعة الاختبارات أكبر مني بسنة، لكنه جميل جدا، وانجذبت له. وأنا الآن لا أستطيع أن أذاكر للاختبارات، وطول الوقت أفكر فيه.
وأريد أن أكلمه إذا وجدته، وأصادقه، ولكنني خائف أن تستمر علاقة صداقتنا، وتتطور للأسوأ. وأخاف أن يرفض، وإذا رفض فسأمرض، وسأفكر فيه دائما، أنا الآن مريض، أو شبه مريض بسببه. أفكر فيه دائما، هو طالب جميل، أعتقد أنهم يسمونه أمرد؛ لأنه لا شعر في وجهه.
ما الحل بالله عليكم؟
لكن إذا قلتم أتركه سأمرض، أنا أخطط لأن أصاحبه، وأعتبره صديقي فقط.
حتى إني سأعرض عليه عرضا أن يصبح شريكي في عملي بالإنترنت.
أريد منكم إجابة كافية، ووافية.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله لنا ولك العافية من كل بلاء، وأن يرزقنا سبحانه حبه، وحب رسوله، وحب عباد الله المؤمنين، وحب الله حب عبادة، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم حب اتباع، وحب المؤمنين حب نصرة، وموالاة. فهذا الحب هو السبيل إلى مرضات الله تعالى، ودخول جنته.

ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بالحب وأنواعه راجع الفتوى رقم: 13147 ، والفتوى رقم: 5707.

 وما حصل منك تجاه هذا الشاب نوع من العشق المحرم، ولا يليق بالمسلم أن يتعلق قلبه بالمردان، فمن وقع في قلبه شيء من ذلك، وجب عليه أن يكف نفسه عن الوقوع معه فيما حرم الله تعالى، فمن جاهد نفسه كان مأجورا مثابا. وأما ترك النفس على هواها فأمر خطير، وباب من أبواب الشيطان عظيم، ليوقع المسلم في الردى، ويورده نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، فرب لذة ساعة أورثت ندامة الدهر؛ قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}.

فانتبه لنفسك، وكن على حذر من التحايل على نفسك ومخادعتها بمثل هذه العبارات التي ذكرت من نحو قولك: لكن إذا قلتم اتركه سأمرض... ! فهل تريدنا أن نقرك على السير على طريق الخبث والرجس، بدلا من الطهر والعفاف. فإننا إن فعلنا ذلك كنا غششة لا نصحة، وقد ورى مسلم في صحيحه عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. وقال الحسن البصري - رحمه الله تعالى - : لا تجد المؤمن إلا ناصحا، لا تجده غاشا.

  فنصيحتنا لك اجتناب هذا الشاب تماما، والبعد عن صداقته إن أردت السلامة والعافية؛ وراجع بعض سبل العلاج في الفتاوى أرقام: 56002 - 26446 - 9360.

وإذا اقتضى الأمر أن تترك الدراسة في هذه المدرسة، والانتقال إلى غيرها، فافعل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة