0 575

السؤال

هل أمر الله نساء النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الأحزاب، بارتداء النقاب حتى لا يتعرف عليهن أحد، فيكن في خطر؟ وما حكم وجوب ارتداء النساء له الآن؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكرة فيهن، وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول آية الأحزاب تبرز للحاجة، فيتعرض لها بعض السفهاء يظن أنها أمة فتصيح به، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

عند ذلك أنزل الله -عز وجل- على نبيه قوله: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين [الأحزاب: 59]، يأمره فيها بأن يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع أبدانهن إذا خرجن لحوائجهن، ليقع الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن الشباب والسفهاء، وليعرفن بالحصانة والتقوى والعفاف فلا يؤذين بأعمال سافلة، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة، فإن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها، وأن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامره، فيحترمها المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون.

وفي السورة نفسها أنزل الله تعالى في شأن أمهات المؤمنين قوله: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن [الأحزاب:53]، فدخل في ذلك جميع نساء الأمة؛ لعموم علة وجوب الحجاب، ولما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، فلا يجوز لها كشف وجهها ولا كفيها فأولى غيرهما.

أما وجوبه على النساء اليوم؛ فهو من باب أولى، فإذا كان الله -تبارك وتعالى- أوجب الحجاب على نساء النبي وهن بلا شك الخيرات الطاهرات المبرآت اللواتي اختارهن الله أزواجا لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، معللا ذلك بقوله: ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن. وأوجبه على غيرهن من الصحابيات المهاجرات اللواتي بايعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن لا يعصينه في معروف، فما بالك بنساء هذا الزمن الذي كثر فيه أعوان الشيطان، وانتشر فيه الفسق، وعم فيه الفجور، واستبيحت فيه المحارم. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى: 4470.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات