السؤال
هل سمعتم بمن يدعى إلى قيراطين فيحزن, أنا معلم قرآن ويتزامن موعد الجنائز غالبا مع وقت التعليم, وكثيرا ما تكون هناك جنازة في قريتنا, فما الأفضل لي البقاء مع الطلبة أم الذهاب الى الجنازة, وفقكم الله
هل سمعتم بمن يدعى إلى قيراطين فيحزن, أنا معلم قرآن ويتزامن موعد الجنائز غالبا مع وقت التعليم, وكثيرا ما تكون هناك جنازة في قريتنا, فما الأفضل لي البقاء مع الطلبة أم الذهاب الى الجنازة, وفقكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن شهود الجنازة والصلاة عليها ودفنها فيه خير كثير وثواب عظيم، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من شهد جنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان، قيل وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين " ولكن هذا في حق من ليس بمرتبط بواجب التزم به أو تعين عليه، لأن القيام بشؤون الجنازة فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
وعلى ذلك.. فإنه لا ينبغي لك أن تترك واجبك ومهمتك الأساسية، والأمانة التي أنيطت بك لتشيع الجنازة لأنها -كما قلت- فرض كفاية، أما تعليم الطلبة فإنه أصبح فرضا عينيا بالنسبة لك، ولا يجوز تضييعه بحال من الأحوال إلا إذا تعينت عليك الجنازة.
وننبهك إلى أن تعليم كتاب الله تعالى لأبناء المسلمين لا يقل أهمية، ولا ينقص أجرا عن حضور الجنازة بل هو الأفضل بالنسبة لك، ولم يختلف أهل العلم في أن القيام بالفرائض أفضل من اتباع الجنائز، ولكنهم اختلفوا: هل اتباع الجنائز أفضل أو القيام بالنوافل والجلوس في المسجد؟
قال الإمام مالك رحمه الله كان سليمان بن يسار ومجاهد يقولان: شهود الجنازة أفضل من شهود النوافل والجلوس في المسجد، وقال ابن المسيب وزيد بن أسلم: النوافل والجلوس في المسجد أفضل.
والله أعلم.