السؤال
ما حكم الغش بسؤال الأستاذ، علما أنه ربما لم يطالبنا بحفظ السؤال، وأتى به في الاختبار، ولكن بعض الطلاب يسألونه، والبعض الآخر لا يسأله، إما لأنه غير مهتم أو خجلا؟ وما حكم أن يسأل الأستاذ عن سؤال معين فيجيبه الإجابة الصحيحة، علما أن الطالب يعرف أن هذا الشيء حرام؟ وما كيفية التكفير عن ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغش محرم شرعا، سواء كان في الامتحان أم في غيره، وسواء كان من الأستاذ أم من الطلبة؛ لأن عموم الأحاديث الواردة فيه تشمل كل ذلك، ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. متفق عليه، وفي رواية لمسلم: من غش فليس مني.
ومن آثار الغش في الامتحان أنه يبطل الحكمة المرادة من الامتحان، ويجعل الكسول، والبليد، وغير المستحق يفوز على حساب المواظب، والذكي، والمستحق، وفي ذلك من الظلم، واختلال المصلحة ما لا يخفى، ولا يسوغ الغش كون بعض الأسئلة لم يطالبكم بها المدرس، إذا كانت ضمن المنهج الدراسي المقرر، فلا يجوز للأستاذ أن يجيب الطلبة عما سألوه، ولا للطلبة أن يطلبوا منه الإجابة عن بعض الأسئلة، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في لقاءات الباب المفتوح: كنا في الامتحان، فجاءنا المدرس، وأخبرنا بإجابة سؤال، فما أدري هل هذا يدخل في الغش أم لا؟
فأجاب: إذا جاءك المدرس وأنت في الامتحانات وأخبرك بالجواب، فالواجب عليك أن ترفع أمره إلى الإدارة من أجل أن تؤدبه؛ لأن هذا في الحقيقة أضاع الأمانة التي حملها، ولكن هل يجوز لك أن تأخذ بما قال؟ إن كنت تدري أن هذا الجواب من الأصل، فلا بأس، وليس فيه إشكال؛ لأنك اعتمدت على معلوماتك، وإن كنت لا تدري فأنا أتردد في هذا، قد أقول: إنه جائز؛ لأن هذا رزق ساقه الله إليك، وقد أقول: إنه ليس بجائز؛ لأنه مبني على غش، فهذه أتوقف فيها، لكن المهم أن هذا الرجل يجب أن يرفع أمره إلى الإدارة ليأخذ جزاءه. اهـ.
ومن حصل منه شيء من الغش في الامتحانات فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا مثل توبته من سائر الذنوب.
وللمزيد من الفائدة راجع هاتين الفتويين: 2937، 10150.
والله أعلم.