السؤال
"أتعلم يا أبي: حدثت الله عنك، أخبرته أن قلبي معقود بقلبك، وأنك أشد أشيائي حبا، دعوته كثيرا أن يبلغك رمضان لا تشكو تعبا، ولا هما" فما حكم قول: (أخبرته)؟ وهل هناك شيء محرم أو لا يجوز قوله في هذه الخاطرة؟
"أتعلم يا أبي: حدثت الله عنك، أخبرته أن قلبي معقود بقلبك، وأنك أشد أشيائي حبا، دعوته كثيرا أن يبلغك رمضان لا تشكو تعبا، ولا هما" فما حكم قول: (أخبرته)؟ وهل هناك شيء محرم أو لا يجوز قوله في هذه الخاطرة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي استعمال هذه العبارة: (حدثت الله عنك، أخبرته) فالله عز وجل ينزه عما يوهم أنه يخفى عليه حتى يخبر به، أو يحدث عنه؛ ولذلك لما قالت أم مريم: رب إني وضعتها أنثى {آل عمران:36}، قالت بعدها: والله أعلم بما وضعت {آل عمران:36}، بضم التاء خضوعا لله، وتنزيها له عن أن يخفى عليه شيء، جاء في تفسير القرطبي: قوله تعالى: والله أعلم بما وضعت هو على قراءة من قرأ "وضعت" بضم التاء من جملة كلامها; فالكلام متصل، وهي قراءة أبي بكر، وابن عامر، وفيها معنى التسليم لله، والخضوع، والتنزيه له أن يخفى عليه شيء، ولم تقله على طريق الإخبار؛ لأن علم الله في كل شيء قد تقرر في نفس المؤمن، وإنما قالته على طريق التعظيم، والتنزيه لله تعالى.
ولا حرج فيما دعوت به؛ فهو دعاء ليس فيه تعد، وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن الدعاء بعبارة: اللهم بلغنا رمضان فأجاب سماحته:
الدعاء ببلوغ رمضان ليس فيه شيء، وكان السلف الصالح يدعون بذلك...
والله أعلم.