السؤال
أثناء صيامي في رمضان طلبت من أخي فعل شيء، وعندما لم يستطيع فعله أغضبني قليلا، فلما خرج رفعت صوتي وقلت: هذه أخلاق؟ ولم تكن نيتي أن أنتظره حتى يخرج لأغتابه، حيث ظننت أنه سمعني لارتفاع صوتي، فلما تذكرت أن من الممكن أن تكون غيبة خصوصا أنه كان هناك أحد معي سكت واستغفرت، ولما سألت أخي قال إنه لم يسمع ما قلت، فهل تعتبر غيبة؟ وهل الغيبة تفسد صيامي أو تنقصه؟ وهل يوجد قضاء بسبب الغيبة؟ وهل يكون بالإطعام أو الصيام بعد رمضان؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغبية تعريفها هو ذكر المسلم بما يكرهه في غيبته مما يتعلق ببدنه, أو ماله, أو خلقه, جاء في فتح الباري لابن حجر: وقال الغزالي: حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، وقال بن الأثير في النهاية: الغيبة أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه، وقال النووي في الأذكار تبعا للغزالي: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه. انتهى.
وعلى هذا، فقولك لأخيك: هذه أخلاق ـ يفهم منها الطعن في أخلاق أخيك في غيبته مادام لم يسمعك, وبالتالي فننصحك بالتوبة إلى الله تعالى, وأن تطلبي السماح من أخيك, وأن تحذري من مثل هذا الكلام مستقبلا، والغبية لا تبطل الصيام عند جمهور أهل العلم, وبالتالي فصيامك صحيح على كل حال, ولا يلزمك إطعام, ولا كفارة, وراجعي الفتوى رقم: 37376.
والله أعلم.