السؤال
أحاول أن لا أتناول اللحوم المستوردة من الدول الكافرة، وأن أبتعد عن أكل المطاعم، ولكن يا شيخ أهلي يأكلون منها، فإن كانت نجسة فالأطفال يلقون بها في كل مكان، وأيديهم فيها دهنها ويلمسون بها كل شيء، ويعسر علي تجنبها، ولحوم ساديا وغيرها حرام، فماذا أفعل خصوصا أنني لو أخبرتهم فلن يتوقفوا عن طلبها؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حكم اللحوم المستوردة من بلاد أهل الكتاب مما اختلف فيه العلماء المعاصرون، والقول بإباحتها حال الاشتباه فيها قد أفتى به علماء معتبرون، وهو قول فيه توسعة على الناس ورفع للحرج عنهم، وإن كان العمل بالقول بالتحريم أبعد عن الشبهة، وأحوط للدين، وأبرأ للذمة، والتعفف عن أكلها هو من قبيل الورع المحمود، لقوة الشبهة في حل تلك اللحوم، وقد جاء في الحديث الصحيح: خير دينكم الورع.
وجاء أيضا: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس.
وراجعي في هذه المسألة الفتويين رقم: 241798، ورقم: 64697.
ومع القول بتحريم هذه اللحوم لأجل البعد عن الشبهة والأخذ بالأحوط، فإن حكمها حكم المشكوك في نجاستها والمشكوك في نجاستها لا يجب فيها الغسل ولا النضح، وأولى في عدم وجوب النضح والغسل إذا كانت هذه اللحوم مشكوكا أيضا في إصابتها للثوب أو الفراش أو الأثاث، وهو وارد في مثل حالك، فكيف إذا انضاف إلى ذلك المشقة في التحرز منها، قال خليل ـ رحمه الله ـ في مختصره: لا إن شك في نجاسة المصيب ـ قال عليش في منح الجليل شرح مختصر خليل: لا يجب النضح إن تحقق الإصابة وشك في نجاسة الشيء المصيب، إذ الأصل طهارته، أو شك فيهما ـ أي الإصابة ونجاسة المصيب ـ على فرض إصابته، فلا يجب النضح بالأولى، إذ الأصل عدمهما. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 128341، ورقم: 155331.
وقد لاحظنا في سؤالك هذا وسؤال لك آخر أنك مصابة بشيء من الوسوسة، ولذا فنحن ننصحك بأن لا تسترسلي مع ذلك، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.