السؤال
هل دخول الجنة صعب أم سهل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن دخول الجنة بيد الله عز وجل وسببه الإيمان والعمل الصالح، وهو سهل على من يسره الله عليه، قال الله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا {الكهف :107-108 }.
وقال تعالى في جزاء المؤمنين المذكورة صفاتهم في سورة المؤمنون: أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون { المؤمنون : 10-11 }.
وقال الله تعالى في جزاء المتقين: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين {آل عمران:133-136}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ عندما سأله أن يدله على عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، فقال له: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، ثم قال له: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع.... حتى بلغ: يعملون ـ ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت له بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: كف عليك هذا، فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟. رواه أحمد وغيره، وصححه الأرنؤوط.
وتراجع الفتوى رقم: 143299.
والله أعلم.