السؤال
أنا مريضة بالسلس بصفة متقطعة، حيث أحس في بعض الأوقات أني غير قادرة على التحكم في نفسي، وأحيانا أكون متماسكة، ولا أعرف وقتا محددا لانقطاع البول، ولكني دائما أحس أني محزوقة، ومن خوفي أكون واقفة مضطربة على الحوض أثناء الوضوء، وأي حركة أتحركها ينزل مني بول أثناء الوضوء، وعلى حد علمي أن سلس البول معناه خروج البول بدون إرادة الإنسان، فهل الوصف الذي وصفته يكون بذلك قد خرج البول بإرادتي؟ لأن نفسي تقول: لو كنت واقفة ثابتة وبدون حركة أو اهتزاز أثناء الوضوء لم يكن لينزل بول، لكني أكون محزوقة جدا وخايفة ينزل مني البول، وأحيانا عندما أرفع رجلي لغسلها أثناء الوضوء ينزل مني البول بسبب رفع رجلي، ومهما حاولت أن أتفادى البول ينزل غصبا عني، فماذا أفعل؟ وهل لو توضأت لكل صلاة تكون صلاتى صحيحة سواء نزل البول بحركة مني أم وحده؟ حيث أشعر أني لم أصل أي صلاة في رمضان وكل صلواتي باطلة، وأشعر أني خبت وخسرت كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، أرجوكم أريد حكما خفيفا علي؟
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بحسن الظن بالله، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، وقد قال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج:78}، وقال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون {المائدة:6}، وظاهر جدا من سؤالك أنك مصابة بالوسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس، وأن لا تلتفتي إلى شيء منها، ولا تحكمي بخروج شيء منك إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه، وأما مع الشك: فالأصل عدم خروج شيء منك، وانظري لكيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.
فإذا قضيت حاجتك فاستنجي وتعاملي مع الأمر بصورة طبيعية متجاهلة كل شك ووسوسة، فإذا تيقنت يقينا جازما أنه تخرج منك قطرات البول بعد التبول بعد ذلك، فضعي خرقة أو منديلا ورقيا على الموضع، فإذا علمت أن خروج تلك القطرات قد انقطع فأزيلي هذا المنديل واستنجي وتوضئي للصلاة، ولبيان ما يفعله المصاب بخروج قطرات البول انظري الفتوى رقم: 159941.
وإذا كان خروج البول لا ينقطع حتى يخرج وقت الصلاة بحيث لا تجدين زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة في الوقت، فيكفيك أن تتوضئي بعد دخول الوقت، ولا يضرك ما يخرج منك، وانظري لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395 ، ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى أرقام: 3086 - 51601 - 147101 وتوابعها.
والله أعلم.