السؤال
سؤالي فضيلة الشيخ: قبل أذان الفجر في رمضان تحركت لدي الشهوة، وتذكرت زوجتي، وهي ليست في البيت، وأعرف أن الشيطان سيغريني ويزيد علي من الوسوسة بعد أن يؤذن للفجر، فقمت بالاستمناء، ولدينا في المدينة التي أسكنها مؤذن دائما يؤذن قبل كل المؤذنين بأربع دقائق، فأذن وأنا في حال الاستمناء، ولم يؤذن المسجد الذي بجوار البيت إلا بعد الفراغ من الاستمناء.
فهل أعتبر قد أفطرت ذلك اليوم وماذا علي فعله؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء محرم في رمضان، وفي غيره، وهو في رمضان أشد تحريما؛ لأنه من الرفث الذي نهي الصائم عنه، كما أنه مفسد للصوم إذا حصل بعد طلوع الفجر الصادق، وترتب عليه الإنزال، كما أوضحنا في الفتويين: 113612، 127123.
أما إن كان الاستمناء حصل قبل طلوع الفجر، فإن الصوم لذلك اليوم صحيح، بمعنى أنك لا تطالب بقضائه، لكن الإثم حاصل باقتراف هذا الفعل المحرم، وفي زمن فاضل كرمضان.
فعليك التوبة إلى الله تعالى، وفق الشروط المبينة في الفتوى رقم: 78925.
وبالنسبة لحصول الاستمناء بعد أذان المؤذن المذكور، فإن كنت متيقنا من عدم طلوع الفجر، أو كان ذلك المؤذن معروفا بالأذان قبل دخول الوقت، - كحال بعض البلدان التي يوجد فيها أذانان للفجر، أحدهما قبل طلوع الفجر- فالصوم صحيح في هذه الحالة أيضا، ولا قضاء.
وإن لم يكن الأمر كذلك، فإن الأصل أن المؤذنين أمناء على الوقت، ولا يؤذنون إلا بعد دخوله، وعليه يكون قد فسد صومك لذلك اليوم، ويجب عليك قضاؤه، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 102884
وحاول أن تبتعد كليا عن تلك العادة السيئة؛ فإن أضرارها كبيرة على ممارسها، وقد بينا بعض ما يعين على تركها في الفتوى رقم: 7170 فراجعها.
والله أعلم.