علاج كثرة الشك والوساوس في مسائل العبادات

0 454

السؤال

أعاني من النسيان، والسرحان، ومن ‏الوسواس القهري.
أشك كثيرا في ‏معظم الأشياء، في:‏
‏1-‏الصلاة: أشك في التكبير هل ‏كبرت أم لا؟ هل قلت بسم الله أم ‏لا؟ أعيد بعض آيات الفاتحة، ‏أشك في التسبيح، وفي التشهد، ‏وفي عدد الركعات، وأشك حتى ‏في سجود السهو هل سجدت أم ‏لا؟ وأظل أعيد سجود السهو. ‏وأشك في السلام هل سلمت أم ‏لا؟ ‏
‏2-‏وأشك في: الوضوء هل مر الماء ‏أم لا؟ ‏
‏3-‏وأشك في انتقال النجاسة هل ‏انتقلت النجاسة أم لا؛ لأني ‏أعاني من نزول قطرات من ‏البول، فمثلا إذا كنت ألبس ثوبا ‏مبتلا بالماء، وجلست على ‏فراش، أو سجادة، أو سجادة ‏صلاة، أو بلاط، أو إذا كانت ‏يدي مبتلة بالماء، واستعملت ‏الهاتف، أو الحاسب المحمول، أو ‏أي شيء.
فهل تنتقل النجاسة من ‏النجس الجاف إلى البلل، أو ‏المبتل بالماء؟ أو إذا كانت يدي ‏فيها نجاسة جافة، واستعملت ‏أشياء مادية.‏
‏ فهل تنتقل النجاسة؟
‏ وقرأت في بعض الفتاوى أن ‏الأصل في الأشياء الطهارة، وفي ‏انتقال النجاسة أبني على الظن، أم ‏أبني على اليقين؛ لأني أحيانا أظن ‏أن النجاسة انتقلت، علما بأني ‏أعاني من نزول المذي، والبول؟
‏ وكذلك أشك في غيرها من ‏الأمور: عندما أذكر الله يخيل في ‏بالي شكل إبليس، وأحاول أن ‏أصرف بالي عنه، وأعاني من ‏نزول قطرات من البول بعد أن ‏أقضي حاجتي، تستمر لمدة نصف ‏ساعة تقريبا، لا أدري بالضبط ‏لمدة كم تستمر، لكن بعد ذلك ‏تتوقف.‏
‏ وأعاني من خروج الريح، أو ‏الغازات، تخرج أحيانا، وتتوقف ‏أحيانا، ولا أعلم وقتا محددا ‏يتوقف فيه خروج الغازات، أو ‏الريح؛ لأنها تخرج مني فجأة، ‏وتخرج مني ريح، أو غازات ‏خصوصا في الصلاة في السجود، ‏أو كلما زدت في عدد الركعات ‏تخرج مني، وأيضا يخرج مني ‏سائل لا لون له، بعد أن أستيقظ من ‏النوم، وفي غالب ظني أنه المذي ‏وليس المني. هذا غالبا يحدث ‏معي، وبشكل يومي تقريبا. وهذا الذي ذكرته من خروج ‏البول، والمذي، والريح ليس شكا ‏وإنما أنا متيقن من ذلك.
وبدأت ‏أصلي بشكل مستمر مند أكثر من ‏‏7 أشهر، قبل أن أصلي أغسل ‏الذكر، وأرش الماء على ‏الملابس، وأتوضأ، وأصلي، ‏وأحيانا أصلي، وتنزل مني ‏قطرات من البول بعد خروجي ‏من الحمام. وكنت أحاول أن ‏أصلي الصلاة في وقتها قبل ‏دخول وقت الصلاة الأخرى.‏
‏ فهل هذه الصلوات التي صليتها ‏مند شهور صحيحة، أم أقضيها وقد ‏كنت على تلك الأحوال؟
كنت أبني على أني صاحب سلس ‏البول، ثم تبين لي أني لست كذلك، ‏وأنا أحاول أن أكون على طهارة، ‏لكن المشكلة أنه يخرج مني المذي ‏بعد الاستيقاظ، وأستيقظ قبل ‏دخول وقت العصر بعشرين دقيقة ‏تقريبا، ويخرج مني المذي. أغسل ‏الذكر، وأرش الماء على الملابس، ‏وأتوضأ وأصلي حتى لا أخرج ‏الصلاة عن وقتها بقدر الإمكان. ‏
وأيضا عندما أستحم أشك هل مر ‏الماء أم لا؟ حتى أزيل البول ‏والمذي، ومنطقه ساقي كثيفة ‏الشعر مما يتعبني وأنا أريد أن ‏أزيل الشعر بكريم نسائي تسهيلا ‏لذلك.‏
‏ فهل يجوز لي أن أزيلها؟
‏ وأثناء الاستحمام، أو بعده أشعر ‏بألم في الظهر، وألم في الرأس ‏كل ما اغتسلت يشتد معي الألم ‏أحيانا.
وإذا مثلا قلت لي يجب ‏قضاء كل تلك الصلوات. فهل ‏يجوز أن أصلي حسب استطاعتي ‏دون تكلف، مثلا أجلس على ‏كرسي في ظل وجود ألم في ‏الرأس، والظهر خوفا من أن يشتد ‏على الألم؟
وأيضا أريد أن طيل ‏في السجود، أريد أن أدعو الله في ‏السجود، يقول الرسول صلى الله ‏عليه وسلم: وأما السجود فاجتهدوا ‏في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم. ‏عندي أمور أريد أقولها في ‏السجود، ولكن المشكلة أنه تخرج ‏مني الغازات، أو الريح، وأخشى ‏ألا تقبل صلاتي.‏
‏ وأيضا شك في المال.‏
‏ ولدي ملابس أشك فيها، أو أظن ‏أني اشتريتها من مال مغصوب، ‏يعني نوعا ما يعني مثلا أخدت ‏المال من الوالدة بعد الجدال، أو ‏أذهب أستلم الراتب الشهري ‏للوالدة، أو للوالد المتوفى مند عام ‏‏2003 -وأظن أني رأيت في ورقة ‏تابعة للمحكمة، أني لا أستلم حقي ‏من مال الوالد عند حلول عام ‏‏2012 ، وطبعا الوالدة لا تعمل ‏في وظيفة، وأنا الآن عمري في ‏بداية العشرينات -وأعطيها المال، ‏ولكن جزء من المال آخذه لحاجتي ‏إليه لشراء الملابس للعيد، أو ‏لغيره من الأمور، أحيانا آخذ ‏المال و ربما هي راضية، وأحيانا ‏ربما لا تكون راضية، لا أعلم ‏لكن يقول الرسول صلى الله عليه ‏وسلم: وذكر الرجل يطيل السفر ‏أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: ‏يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ‏ومشربه حرام، وغدي بالحرام، ‏فأنى يستجاب له. فأنا أخشى ألا ‏يستجاب الدعاء.‏
‏ ماذا أفعل بتلك الملابس. هل ‏أرميها؟
‏ وأيضا عندي أموال في الغرفة ‏ربما تكون مختلطة من مالي، ومال ‏أختي، ومال والدتي.‏
‏ فماذا أفعل؟ ‏
وأيضا خاصة أوسوس في قيادة ‏السيارة في الطريق. هل دهست ‏أحدا أم لا؟ هل قتلت أحدا أم لا؟
‏ وأحاول ألا ألتفت، لكن إذا لم ‏ألتفت يأتي في بالي هذه الآية: ‏ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه ‏جهنم خالدا. فأضطر إلى أن أرجع ‏لأرى وأتأكد، والوضع يستمر ‏معي، وأشعر بالتوتر.‏
‏ فماذا أفعل؟ هل علي ألا ألتفت ‏إلى جميع أنواع الوساوس في ‏الصلاة، والوضوء، وفي المال ‏حتى ولو أخطأت، فمثلا إذا قتلت ‏أو دهست أحدا بالخطأ.
فهل الله ‏يتجاوز عني أو إذا أخطأت في ‏الصلاة.‏
‏ فهل تقبل صلاتي؟
بالإضافة إلى ‏أني اليوم كنت أغتسل قبل الفجر، ‏فشعرت أن سائلا قد ينزل مني، وبعد ‏الاستحمام تيقنت من ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فقد بلغ الوسواس منك مبلغا عظيما، نسأل الله لك العافية، ونوصيك بمراجعة طبيب ثقة، والنصيحة المبذولة لك، ولغيرك من الموسوسين هي: تجاهل الوساوس، والإعراض عنها، وألا تلتفت إلى شيء منها سواء كان ذلك في الصلاة، أو الطهارة أو غيرها، وسواء ما توسوس به في أمر المال، وفي أمر ركوب السيارة وغير ذلك، فكل هذا من الوساوس التي ينبغي لك تجاهلها، والإعراض عنها، وألا تعيرها اهتماما البتة؛ وانظر الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196.

  وإذا شككت في انتقال النجاسة، أو في خروج شيء منك. فالأصل عدم خروج شيء، وعدم انتقال النجاسة، فابن على الأصل، واعمل به، وإن غلب على ظنك خلاف ذلك.

وأما قطرات البول: فإن كنت متيقنا من خروجها، ولم يكن ذلك مجرد شك، فقد بينا ما يلزم المصاب بخروج قطرات البول في الفتوى رقم: 159941، وبينا حد الإصابة بالسلس في الفتوى رقم: 119395 ، ورقم: 136434.

  فإن كنت تعاني من سلس الريح، أو المذي، أو غير ذلك بحيث كان الخارج منك لا يتوقف قبل خروج وقت الصلاة، فتوضأ، وصل، ولا يضرك ما يخرج منك، ولا يلزمك قضاء شيء من الصلوات بمجرد الشك، وإن تحققت أنك تركت فيما مضى شيئا من شروط الصلاة، فيسعك الأخذ بقول من لا يرى لزوم قضاء تلك الصلوات؛ فإن للموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال، رفعا للحرج، ودفعا للمشقة؛ وانظر الفتوى رقم: 181305.

وشعر الساق من المسكوت عنه، فتباح إزالته بأي مزيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة