هل يؤاخذ الواقع تحت تأثير الوسوسة بما يفعل

0 130

السؤال

يا شيخ أنا أعاني من وسواس قهري، ذات يوم عندما كنت أنظر إلى أفلام، رأيت امرأة عارية-والعياذ بالله- ثم قال شيطان في نفسي: اسجد لها. في الأول كنت أحارب هذه الأفكار، ولكن في الأخير استسلمت لهذه الأفكار. لا أعرف، فعلت حركة كأني أسجد، ولكن لم أسجد مثل سجدة في الصلاة، فقط نظرة على الأرض، ولكن نيتي كانت السجود أم لا؟ والله لا أعرف.
يا شيخ أعينوني على حالتي هذه.
وكيف أتوب إلى الله؟ كلما أردت التوبة، تدور في رأسي أفكار أني ما أذنبت، ولهذا لا أستطيع أن أتوب إلى الله بإخلاص.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا يجوز للمسلم أن يشاهد الأفلام المشتملة على المحرمات، كتلك المشتملة على النساء العاريات، أو ما شابه، فإن ذلك نوع من الزنا المحرم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ...والعينان تزنيان، وزناهما النظر... رواه البخاري ومسلم.

وقد أمر الله عز وجل بغض البصر عن الحرام، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون {النور:30}،

وقد تقدم الكلام على ذلك بشيء من التفصيل في الفتوى رقم: 27224، والفتوى رقم: 26620

فعلى السائل أن يتوب إلى الله تعالى من مشاهدة تلك الأفلام المحرمة، وللتوبة شروط بيناها في الفتوى رقم: 5450

أما عن الوسوسة: فقد تقدم لنا بيان سبل التخلص منها، وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى التالية أرقامها: 51601، 3086، 60628، 2081، 78372.
وقد تقرر عند أهل العلم أن الوسوسة المرضيةـ كالوسواس القهري- ما يفعله صاحبها تحت تأثيرها دون سلطان منه ـ لا يؤاخذ به، فهو في حكم المكره، كما سبق التنبيه عليه في الفتاوى التالية أرقامها: 135044، 128480، 128825.

وعليه، فنرجو أن لا يكون السائل مؤاخذا بتلك الحركة التي صدرت منه، إن كانت بغير إرادته، واختياره، لكن الأحوط - على كل حال- أن يتوب إلى الله تعالى منها، مع العلم أن التوبة المقبولة تمحو كل الذنوب حتى الشرك بالله، فإذا أردت أن تتوب إلى الله تعالى، فاصرف عنك وساوس الشيطان، وأعرض عنها تماما، ثم أقبل على الله تعالى بقلب صادق، نادما على ما كان منك، عازما على عدم العود إليه، مخلصا في توبتك، وذلك بأن يكون قصدك من التوبة الفوز برضى الله سبحانه، والخوف من عقابه، فإذا فعلت ذلك، فإن الله تعالى يتوب عليك، وقد يحاول الشيطان أن يوسوس لك بأن توبتك ناقصة، أو غير مقبولة، فلا تلتفت إلى ذلك، وحسن ظنك بالله تعالى، وتذكر سعة رحمته وفضله، وأنه سبحانه يحب التوابين، كما أخبر عن نفسه، وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه: يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة