جريان الماء على البدن لا يسلبه الطهورية ويرفع الحدث

0 169

السؤال

أعاني من وسواس, وقد تحسنت ـ ولله الحمد ـ وسؤالي هو: عندما أغتسل أعاني من وسواس, وأمكث وقتا طويلا جدا, فعندما أرى رجلي مبللة مثلا, أخشى أن يكون هذا البلل قد أتى بشكل غير مباشر من رشاش الماء الحديث ـ المسمى بالدش ـ وبالتالي، أخشى أن لا يكون الماء الطهور قد أتى عليها, وأنتم قلتم إنه يكفي غلبة الظن في الغسل, ولكنني مع ذلك ما زلت موسوسا, وأيضا عندما أرى نفسي مبللا أخشى أن لا أكون قد تبللت بالماء الطهور, فأنا أغسل كل عضو في جسدي على حدة, البطن على حدة، واليد على حدة، والظهر كذلك... إلخ، فما هي الطريقة المثلى لحل هذه المشكلة؟ وهل يكفي أن أقف تحت رشاش الماء وإذا رأيت نفسي مبللا أكون قد فعلت ما علي؟ وهل إذا تبللت رجلي بعدما كنت أغسل رأسي، ومع غسل رأسي نزل الماء من رأسي إلى رجلي، فهل هنا يفقد الماء طهوريته؟ وهل يجب تخليل رأسي أم يكفي صب الماء عليه؟ وإن كان هناك شعر على جسدي, فهل يجب تخليله؟ وهل يكفي التدليك من غير صب الماء في بعض المناطق؟ وما هي شروط التدليك؟.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فقد نبهناك مرارا على ضرورة مدافعة الوساوس وأن العلاج الأمثل لها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، واعلم أن بدن المغتسل كالعضو الواحد، ومن ثم، فإن جريان الماء على البدن لا يسلبه الطهورية، فإذا نزل الماء من على رأسك فبلل رجلك -مثلا- ارتفع حدث رأسك ورجلك وما أصابه الماء من بدنك، لأن بدنك كالعضو الواحد، والماء ما دام جاريا على العضو فإنه لا يسلب الطهورية، قال البجيرمي: بدن المغتسل كعضو واحد. انتهى.

فكيفما وصل الماء إلى جسمك حصل المقصود وارتفع الحدث، فإذا وقفت تحت الدش -مثلا- فعم الماء جميع بدنك فقد ارتفع حدثك بذلك، والتدليك سنة وليس بواجب، فلو لم تدلك شيئا من بدنك فغسلك صحيح، ويجب عليك تخليل شعرك حتى يغلب على ظنك وصول الماء إلى البشرة، والغسل يكفي فيه غلبة الظن كما ذكرت، ولا يشترط اليقين، ونكرر تحذيرك من الوساوس ونهيك عن الاسترسال معها، فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات