0 232

السؤال

أنا صاحبة السؤال رقم: 2508525، وقد أخبرتموني عن ضابط الشك المستنكح، لكنني لم أقصد هذا، فمثلا: بدأت بالصلاة في الأيام السابقة وكان يأتيني الشك في الصلاة، وفي صلوات اليوم أتاني الشك ولكنني نسيت هل بالأمس شككت في الصلاة أم لا؟ واليوم صار لي هذا الموقف مرة أخرى وقلت بما أنني نسيت هل أتى بالأمس أم لا؟ فهو ليس بمستنكح وبنيت على الأقل، وبعد الصلاة التي بنيت فيها على الأقل أكملت يومي وأشك حتى في وقت الفعل، فلو رفعت من السجود وأتاني شيء يقول لا لم تسجدي وهكذا، وبعد إعادة إحدى الصلوات أتاني شك أنني لم أصلها أصلا، بل نسيت هل صليتها أم لا؟ فقلت إن هذه وساوس لا يعقل أن أنسى الفعل وقد فعلته آنفا، وتجاهلت الشعور ولم أعد الصلاة، فهل هذا صحيح، لأنني أظن أنها مجرد وساوس وأتعبني جدا، واليوم أعدت أغلب الصلوات وخفت أن أبني على الأكثر وأكون مخطئة، ونسيت هل شككت بالأمس لكي يكون مستنكحا، كما أنني أوضحت في السؤال السابق أنني موسوسة في أغلب العبادات وليس في الصلاة فقط.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح أن الذي يعتريك شك مستنكح، ووسواس بين لا مراء فيه ولا شك، ولا ينتظر منك ـ والحال هذه ـ أن تتذكري ما إذا كنت قد شككت أمس أم لا، لأنك ـ  كما ذكرت في السؤال ـ تشكين في الصلاة وقد فعلتها آنفا، وتشكين في السجدة بعد رفعك منها مباشرة، فكيف ستتذكرين ما حصل أمس، لذا عليك أن تعلمي أنك موسوسة، وأن شكك شك مستنكح، وليس له من الحل إلا ما بينا لك سابقا في الفتوى رقم: 262852، من وجوب الإلهاء عنه وعدم الالتفات إليه مطلقا مع مواصلة البناء على الأكثر حتى يزول عنك هذا الشك المستنكح.

جاء في مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل: فالاستنكاح محنة وبلية، ودواء ذلك الإلهاء عنه, وإلهاؤه عنه أنه إذا قال له: ثلاثا صليت أم أربعا ؟ فيقول له: أربعا, وإذا قال له: اثنتين صليت أو ثلاثا؟ فإنه يقول له ثلاثا, وإن قال له: صليت أو ما صليت؟ فيقول له صليت, وإن قال له: توضأت أو ما توضأت؟ فيقول له: توضأت, فإذا رد عليه هذه الأشياء فإنه ينتفي عنه. اهـ.

ونوصيك بأن تتقي الله تعالى في نفسك، وتهوني عليها، ولتعلمي أن الله سبحانه وتعالى الذي أوجب عليك الطهارة والصلاة وجميع العبادات هو الذي أوجب عليك أيضا طرح الوساوس والإعراض عنها، فتعبديه بذلك، واعلمي أيضا أنك لو واصلت الاسترسال في الوساوس فستفتحين على نفسك أبوابا من الشر لا قبل لك بها، فعالجي نفسك بما نكرره دائما للمصابين بهذا الداء، وهو الإعراض التام عن الوساوس وعدم الالتفات إليها مطلقا، مع الالتجاء إلى الله تعالى بأن يصرف عنك ما بك، وانظري لمعرفة سبل التخلص من الوسواس الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة