السؤال
ماهوحكم عيد الميلاد والاحتفال به إذا كان لا يوجد به أشياء محرمه كالموسيقى ومجرد تبادل هدايا حيث سمعت أحد الشيوخ يقول إنه لا شيء فيه وإن الرسول من أسباب صيامه ليوم الاثنين أنه اليوم الذي ولد فيه فهل هو حرام وهل هذا افتراء على الرسول وهل مبادلة الناس الهدايا بمناسبته والتهاني مع الإنكار لذلك الفعل حرام حيث أن أمي تلومني إذا نسيت أن أهنئها به فهل أهنئها به مع إنكاري لذلك إرضاء لها ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاحتفال بعيد الميلاد بدعه دخيلة على أمة الإسلام بسبب تقليد الأمم الكافرة وسلوك سبيلهم شبرا بشبر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم! قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن.
أما إذا شاب عيد الميلاد أمور محرمة كالموسيقى وغيرها من المنكرات كان الأمر أشد والإثم أعظم.
وعليه؛ فلا يجوز التهنئة به أو تبادل الهدايا بمناسبته ولو كان ذلك للأم، لأن ما كان مبنيا على باطل فهو باطل مثله، وبر الأم وطاعتها يكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والواجب مناصحتها وبيان الحق لها بالحكمة والموعظة الحسنة.
أما الاستدلال على جواز ذلك بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: فيه ولدت وفيه أنزل علي... رواه مسلم.
فالاستدلال به في غير محله، وبيان ذلك فيما يلي:
أولا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول -إن صح أنه كذلك- والذي يأتي مرة كل سنة، وإنما كان يصوم يوم الاثنيين الذي يتكرر مجيئه في الشهر أربع مرات على الأقل.
ثانيا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقوم بالاحتفال بيوم مولده، فلو كان الأمر كذلك لنقل إلينا، ولكان أصحابه أسرع الناس إلى التأسي به في ذلك، ولاحتفل كل واحد منهم بعيد ميلاده، وإذا لم يكن الأمر كذلك دل على بطلانه.
ثالثا: أنه إذا كان المقصود بذلك التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لكان الأولى فعل ما كان يفعل وهو الصوم، فأين ذلك مما يفعل الآن في الاحتفال بعيد الميلاد من إطفاء الشموع وغيره مما هو من أفعال الكافرين الذين أمرنا بمخالفتهم، وحرم علينا التشبه بهم.
والله أعلم.