حكم عدم إخبار الزوجة زوجها بمرضها السابق الذي شفيت منه

0 150

السؤال

كنت أعاني من وسواس قهري، لكنني شفيت ـ ولله الحمد ـ بعد 17 شهرا من العلاج النفسي، ومؤخرا عقد قراني على شخص، وبدأت ترتابني وساوس تجاه الزواج، وأنني لا أستطيع تحمل مسؤولية الزواج، وتكوين أسرة مسلمة، وخائفة جدا من فشل زواجي، وتنتابني أيضا وساوس فيما يخص المعاشرة الزوجية، وحكم فراش الزوجية من حيث الطهارة، وإذا لامست يدي قضيب زوجي مثلا، وعلق بها شيء من مذيه، وبعدها لامست بها الفراش، فما حكم الفراش بعد ذلك؟
ثم فيما يخص الوضوء: هل إذا لمس زوجي يدي أو قبلني تجب علي إعادة الوضوء؟ وأخاف كثيرا من عودة الوساوس إلي، فقد كنت أعاني من وسواس العبادات من صلاة وصوم ووضوء وطهارة، وقد تعبت جدا قبل أن أشفى خصوصا أنني لم أخبر زوجي بمرضي السابق، فهل أنا آثمة إذا لم أخبره بما كنت أعانيه من وساوس؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن الوساوس إنما هي من كيد الشيطان ومكره بالعبد، والذي ينبغي للمسلم هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وألا يسترسل معها، لأن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، فما يوسوس به الشيطان لك من تخويفك من الزواج وترهيبك من إقامة أسرة ونحو ذلك كل هذا مما ينبغي ألا تلتفتي إليه، وتوكلي على الله تعالى، وأحسني ظنك به، وادعيه أن يوفقك في بناء أسرة صالحة، وهو سبحانه عند ظن عبده به.

وأما ما يتعلق بالفراش: فالأصل طهارة كل ما شك في نجاسته، ولا تحكمي بنجاسة شيء معين؛ سواء فراش الزوجية أو غيره إلا بيقين أنه قد أصابته نجاسة، وليس مجرد مس فرج الزوج بموجب لانتقال النجاسة حتى يتحقق أنه قد أصابها شيء من النجاسة كالمذي أو نحوه، ومس زوجك لك لا يبطل الطهارة على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد بينا في الفتوى رقم: 181305، أن للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال دفعا للحرج.

وبينا في الفتوى رقم: 51601، كيفية علاج الوسوسة فانظريها.

ولا إثم عليك إذا لم تخبري زوجك بمرضك، لكن عليك أن تسعي في علاجه بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة