السؤال
حديث الإفك، المتفق عليه من رواية الشيخين، فيه إشكالات نريد الجواب عنها، وهي: أغلب المفسرين يقولون إن سورة النور نزلت عام 6 هـ. وهي السنة التي وقعت فيها غزوة المريسيع، أو المصطلق. فكيف يذكر سعد بن معاذ في الجدال بين الأوس، والخزرج، وهو مات في الأحزاب السنة الخامسة هـجرية، يقينا؟
وكيف تكون زينب بن جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأغلب المؤرخين يذكرون أنه تزوجها بعد الأحزاب.
فهل هناك مخرج بكون المريسيع قبل شوال السنة الخامسة للهجرة، وكون النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب قبل ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن سورة النور أنزلت بسبب قصة الإفك، وقصة الإفك كانت في غزوة المريسيع، وقد اختلف العلماء متى كانت هذه الغزوة، واستظهر الحافظ ابن حجر أنها كانت في السنة الخامسة للهجرة حيث قال في فتح الباري: فيظهر أن المريسيع كانت سنة خمس في شعبان، لتكون قد وقعت قبل الخندق؛ لأن الخندق كانت في شوال من سنة خمس أيضا، فتكون بعدها، فيكون سعد بن معاذ موجودا في المريسيع، ورمي بعد ذلك بسهم في الخندق، ومات من جراحته في قريظة. اهـ.
وأما زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب، فقد رجح جمع من أهل العلم أنه كان في السنة الرابعة.
فقد جاء في تاريخ الإسلام للذهبي: زينب بنت جحش بن رئاب الأسدي، أسد خزيمة، أم المؤمنين، [المتوفاة: 20 هـ] تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، وقيل: سنة أربع، وهو أصح. اهـ.
وفي عيون الأثر لابن سيد الناس: وفي السنة الرابعة: تحريم الخمر، وغزوة بني النضير، وبدر الموعد، وذات الرقاع، وصلاة الخوف، ورجمه عليه السلام اليهودي واليهودية، ومولد الحسين بن علي، ووفاة زينب بنت خزيمة، وتزويجه عليه السلام أم سلمة، وتزويجه أيضا زينب بنت جحش، على الأصح، ونزول الحجاب. اهـ.
وفي إمتاع الأسماع للمقريزي: وفي ذي القعدة من هذه السنة -يعني السنة الرابعة- تزوج ابنة عمته زينب بنت جحش. وقيل: تزوجها سنة ثلاث، ويقال: سنة خمس، وقيل: تزوجها سنة ثلاث، مع زينب أم المساكين. ونزلت آية الحجاب. اهـ.
والله أعلم.