الإسلام... توازن وتدرج

0 451

السؤال

حول النظم الشرعية ماهومفهوم التدرج ومفهوم التوازن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

التدرج معناه: التنقل من مرحلة إلى مرحلة، أو الصعود من درجة إلى درجة أعلى.
والتدرج سنة من سنن الله تعالى في هذا الكون نلاحظ ذلك في أنفسنا وفي الآفاق من حولنا.... وقد خلق الله تعالى السماوات والأرض في ستة أيام، ولو شاء لخلقها في أقل من طرفة عين، قال القرطبي: ولو أراد خلقها في لحظة لفعل؛ إذ هو القادر على أن يقول لها: كوني فتكون، ولكنه أراد أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور... وحكمة أخرى من خلق السماوات والأرض في ستة أيام، لأن لكل شيء عنده أجلا..
هذه السنة جارية على الإنسان والحيوان والنبات......
والتدرج سنة من سنن الأنبياء والدعاة والمصلحين في كل زمان ومكان، فقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى كلمة التوحيد.... وظل يتدرج في دعوته شيئا فشيئا والقرآن يتنزل عليه طيلة ثلاث وعشرين سنة إلى أن أكمل الدين ونزل قول الله تبارك وتعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا [المائدة:3].
فكمل الدين في هذه المدة الطويلة بعد تدرج متأن، ومراحل متتابعة يسلم بعضها إلى بعض، فلم ينتقل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى نعمت الجزيرة العربية بظلال الإسلام في تدرج وحكمة.
وهكذا تابع خلفاؤه الراشدون وصحابته الكرام هذه المسيرة، وكذلك من سار على نهجهم من التابعين وتابعيهم إلى يومنا هذا.
وأما التوازن فيقصد به: الاعتدال والوسطية وعدم الإفراط والتفريط أو الغلو والتقصير.
وهذه سمة الإسلام البارزة وطبيعته الدائمة.. فهو وسط في الأخذ بالمادة وعدم الغلو في الروحانية.
فلا مقارنة بين الإسلام وبين غيره من الأديان والنظم والفلسفات في هذا الجانب أو أي جانب آخر.
فالإسلام دين التوازن بين الروح والجسد.... التوازن القائم على العدل الملائم لفطرة الإنسان التي فطره الله عليها.
ويتضح توازن الإسلام في منهج أهل السنة والجماعة القائم على الوسطية بين الإفراط والتفريط والغلو والتقصير.. نلاحظ ذلك في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات.. فهو منهج وسط بين مناهج الفرق الإسلامية الأخرى والتي جنح بعضها إلى الغلو فصار فيه شبه من النصارى، وجنح بعضها إلى التقصير فصار فيه شبه من اليهود.
وباختصار فإن التوزان هو: الاستقامة التي لا اعوجاج فيها، والسداد والمقاربة التي لا غلو فيها ولا تقصير.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة