السؤال
ما حكم من كان يفطر في بعض أيام رمضان سرا بنية أنه لا يصلي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصيام رمضان فرض على كل مسلم بالغ مقيم قادر. ولا يجوز لمسلم أن يفطر يوما من رمضان إلا بعذر شرعي، فإن أفطر -سرا أو جهرا- من غير عذر فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، والله تعالى هو الرقيب على عباده الشهيد الذي لا يخفى عليه خافيه: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [غافر:19].
ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور [التغابن:4].
وقال الله تعالى: إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء [آل عمران:5].
فعلى من ارتكب هذا الذنب أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة فإن الله يقبل توبة التائبين، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
وتوبته بأن يقضي الأيام التي أفطرها ويندم على فعله ذلك، ولا بد أن يعزم على أن لا يعود إلى هذه المعصية وإذا كان هذا في الصيام! فإن الصلاة أعظم فهي عمود الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام وعمود الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقد حذر الله تعالى من إضاعتها وتوعد من أضاعها بـ(غي) وهو واد في جهنم، فقال الله سبحانه: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا [مريم:59].
فإذا تركت الصلاة فقد حكم بعض أهل العلم على تاركها بالكفر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. خرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح من حديث بريدة عن أبيه.
والصلاة أول ما يحاسب عليه العبد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر..... خرجه النسائي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فالواجب التوبة من ترك الصلاة وإهمالها لأنها ركن من أركان الإسلام، وقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته وهو ينازع الموت، فقال: الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم. خرجه أحمد وابن ماجه وغيرهم.
وكان عمر رضي الله عنه يقول: إن أهم أمري عندكم الصلاة فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع. وقال: فمن ضيعها فلاحظ له في الإسلام.
ومن قصر في واجب فلا يقصر في واجب آخر بحجة تقصيره في الأول لئلا تجتمع عليه الآثام من كل جهة، بل الواجب أن يؤدي جميع الواجبات ولا يخل بشيء منها.
والله أعلم.