السؤال
قال رسول الله: ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث: إما أن يستجاب له، وإما أن يدخر له، وإما أن يكفر عنه ـ الراوي: مالك ابن أنس المحدث: ابن عبدالبر، حكم المحدث: محفوظ، من هذا الحديث نستنتج أن النبي صلى الله عليه وسلم فصل بين معنى: إجابة الدعاء ـ وبين ادخار الإجابة، كما يقول العلماء إن معنى إجابة الدعاء هي إحدى ثلاث: إما تعجيلها له في الدنيا، أو ادخارها له في الآخرة، أو يكفر عنه من ذنوبه، باستدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه ذنوبه بقدر ما دعا... أخرجه أحمد في مسنده، فمن الحديث الأول نستنتج أن إجابة الدعوة هي إذن الله لك بأخذها في الدنيا وتعجيلها في الدنيا، وهذا هو أصل معنى الإجابة الذي فصله النبي صلى الله عليه وسلم عن الخيار الثاني، وهو ادخار الإجابة، وفي الحديث الثاني: يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أحوال الناس بعد إجابة دعائهم بعد إذن الله لهم بإعطائهم ما دعوه، فمنهم من يأخذها، وكأنها مقيدة بشروط، ما لم يأت بها الداعي، فإنه أمام الخيارين الآخرين، إما الادخار للآخرة أو تكفير ذنوبه، وهذا ما فهمته من الجمع بين هذين الحديثين وبحثت كثيرا عن معنى الإجابة، وكل العلماء قالوا إن معنى الإجابة هو ما ذكر في الحديث الثاني، وهذا يتناقض مع ما ذكر في الحديث الأول، فكيف للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في قمة البلاغة وأوتي جوامع الكلم أن يفصل: ادخار الإجابة، عن معنى الاستجابة في الحديث الأول، ويدرجها ضمن معنى الاستجابة في الحديث الثاني؟ أرجو من السادة العلماء في هذا الموقع المبارك إفادتي وتوضيح ما أشكل علي من فهمي لهذين الحديثين ... وهل تسرع العلماء في الحكم على معنى إجابة الدعاء لاهتمامهم بحديث وإغفالهم الحديث الآخر؟ أم أنني أنا الذي أخطأت الفهم؟.
ولكم جزيل الشكر.